واصل ضيوف الرحمن مناسك الحج في مشعر منى، الأربعاء، ثاني أيام عيد الأضحى المبارك حيث تبدأ أول أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 من ذي الحجة).
ويبيت الحجاج في منى خلال أيام التشريق لرمي الجمرات الثلاث، ويسمى أول أيام التشريق “يوم القر” لأن الحجيج يستقرون فيه بمشعر منى بعد يومين شاقين من الجهد والتعب في عرفة ومزدلفة ويوم النحر.
في الأثناء خالفت كل من موريتانيا والمغرب وجزر القمر إجماع واتفاق الدول العربية على موعد عيد الأضحى المبارك، والذي بدأ لدى الدول الثلاث اليوم الأربعاء بديلا عن الثلاثاء لدى 17 دولة عربية.
ومنذ الجمعة قررت السعودية، و16 دولة عربية أن الثلاثاء 20 تموز/ يوليو، هو أول أيام عيد الأضحى، بينما أكدت موريتانيا والمغرب وجزر القمر، حلوله في اليوم التالي.
ومساء الجمعة، أعلنت المحكمة العليا السعودية، في بيان أن الأحد هو الأول من شهر ذي الحجة للعام 1442هـ، (11 يوليو 2021) والوقوف بعرفة في 9 ذي الحجة (19 يوليو) وعيد الأضحى في اليوم الذي يليه.
وسبق أن رصدت عدة مراكز معنية بالفلك أن موعد عيد الأضحى سيحل عربيا في الـ20 من الشهر الجاري، وفق تقارير عربية عديدة.
في المقابل، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب، السبت، عبر موقعها الإلكتروني، أن الاثنين، هو غرة شهر ذي الحجة للعام 1442، لتعذر رؤية الهلال، وأن عيد الأضحى سيكون يوم الأربعاء 21 تموز/ يوليو الجاري.
وهو الأمر ذاته الذي أعلنته دار الإفتاء في جزر القمر عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، واللجنة المركزية لمراقبة الأهلة في موريتانيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الأحد.
وتوجهت أنظار العالم الإسلامي خلال اليومين الماضيين صوب مكة المكرمة لمتابعة تفويج الحجاج من مشعر منى بدءا من فجر الاثنين (يوم عرفة) والذي ينتهي مع أذان مغرب ذات اليوم، لينتقلوا ليلة الثلاثاء إلى المبيت في مزدلفة واستقبال أول أيام عيد الأضحى يوم الثلاثاء وبدء مشاعر رمي الجمرات بعد ذلك.
رمي الجمرات وطواف الإفاضة
وبدأ الحجاج صباح الثلاثاء رمي جمرة العقبة الكبرى بحصى معقمة في منى قرب مكة المكرمة في أول أيام عيد الأضحى، في ثاني موسم حج ينظّم في ظل تهديد وباء كوفيد-19.
ويشارك 60 ألف مقيم في المملكة العربية السعودية في المناسك مقارنة بنحو 2.5 مليون مسلم في العام 2019. واختير المشاركون من بين 558 ألف متقدم وفق نظام تدقيق إلكتروني.
ومنذ صباح الثلاثاء الباكر، سمحت السلطات لمجموعات صغيرة تضم كل منها عشرات الحجاج، الواحدة تلو الأخرى، بدخول منشأة رمي الجمرات متعددة الطوابق في منى.
وقام الحجاج الذين ارتدوا ملابس الإحرام البيضاء ووضعوا كمامات بإلقاء الجمرات المعقمة التي وفرتها السلطات لهم في أكياس مغلقة في مزدلفة.
وللعام الثاني على التوالي، بدا المشهد مختلفا تماما عن الأعوام السابقة في موقع رمي الجمرات الذي كان يشهد عادة ازدحاما شديدا وتكدسا.
وأكّد وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة في مقابلة مع فرانس برس، مساء الاثنين في عرفات، عدم تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا بين الحجاج حتى الآن.
وقال: "حرصنا منذ البداية على سلامة الحجاج وذلك بتحديد عددهم بستين ألفا حتى نضمن تطبيق الاحترازات بشكل متميز".
وبعد الوقوف بجبل عرفات الاثنين، تنفيذا للركن الأعظم للحج، توجه الحجاج إلى مزدلفة حيث باتوا فيها واستلموا الحصى لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات.
ويقوم الحجاج برمي سبع حصوات على شاخص يجسد غواية الشيطان. وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الكبرى، يتولى الحاج ذبح الهدي ثم يحلق شعر رأسه أو يقصره، ليتحلل جزئيا من محظورات الإحرام.
ويتوجه الحاج لاحقا إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج، ثم يعود بعد ذلك إلى منى حيث يبيت أيام التشريق التي يقوم خلالها برمي الجمرات الثلاث.