تزوج أحمد ولد داداه برجيت بعد الاستقلال بثلاث سنوات وبالتحديد بتاريخ 19- 3 - 1963 وعاشا معا ما يقارب 58 سنة تقلبت فيها الأحوال بين العسر واليسر، ولكن حياتهما ظلت بعيدة عن الأضواء هادئة رغم الولَه بحياة المشاهير وصخب حياة السياسيين.
رزقت الأسرة ابنا فاضلا شقّ طريقه للمجد والدراسة وكان برا بهما رغم الغربة حريصا على أن يعيش تفاصيل حياتهما .
ومع كثرة زوار منزل الرئيس أحمد ولد داداه المؤجر منذ عقود فإن أيا منهم لن يلحظ وجود الراحلة فيه ولن يسمع صوتها ولكنه سيراها حاضرة فى تفاصيل الإكرام وتقديم الواجب لكل الضيوف مع نظافة البيت وهدوئه .
وضع الله القبول فى أرض موريتانيا للرئيس أحمد ولد داداه وجمع إلى مفاخر الثقافة أنساب ذرى مجد أهل موريتانيا وبلغت شهرته كل مكان فيها وكان معروفا بالوسامة تزداد مع بهاء العبادة ووقار الشيب وجمال المظهر على بساطته، ولكنه ظل وفيا لمن أعطته حياتها، فلم يلتفت إلى غيرها رغم المحاولات الكثيرة المعلن منها والمخفي والمتدثر بلبوس البحث عن زيادة العقب والصريح بالرغبة فى الأقارب وفي ذلك قصص معروفة .
حتى فى أسطر كتاب الحياة الكبير كانت الأسرة تكتب حروفه بعناية وتختار جُمله بصدق ووفاء ما جعل منهما حديث كثيرين .
سافر الرئيس أحمد مع زوجته الى داكار وباريس وعاش معها فى المستشفى العسكري بانواكشوط وظل وفيا لها بنفسه وماله رافضا أن يشاركه أحد حتى تكاليف علاجها بالخارج ولو كان رئيس الدولة .
ورغم الخوف والهلع من كورونا وما زهقه من الأرواح فى فرنسا والخوف المضاعف على كبار السن فقد كان الرئيس أحمد على متن الخطوط الفرنسية برفقته أحمد ولد عبد الله وحدهما فى آخر رحلة بعد إغلاق الأجواء والكل فى فرنسا يبذل كل ماله من أجل مغادرتها، لكن الزوج الوفي قرر ملازمة زوجته فى مرضها ومعالجتها رغم كل الظروف .
حتى فى أشهرها الأخيرة وبعد عودتها الى موريتانيا حيث أرادت أن تموت وتدفن كان الرئيس ملازما لها فى البيت مع ابنهما الفاضل حتى فارقت الحياة ظهر الجمعة على الشهادتين فى منزل عاشت فيه عقودا ومع شخص لازمها بصدق ووفاء أكثر من نصف قرن .
بكل تأكيد يشهد الجميع للرئيس أحمد بالصدق والأمانة وفعل الخير فهو رجل عظيم عاش مع امرأة عظيمة حياة هادئة بسيطة كريمة، وهو أمر ليس من السهل تجاوزه ولا التكيف بعده بسرعة .
ربط الله على قلب الوالد أحمد وكل العزاء للأخ شيخنا بعد رحيل الوالدة الكريمة رحمها الله تعالى
إنا لله وأنا إليه راجعون
محمد يحي أبيه