بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، جئت كعادتي كل سنة إلى ندوة "مبدأ" بدعوة كريمة من أمينه العام الأخ الفاضل والأستاذ الجليل حسن البمباري، وسجلت اسمي بين المتدخلين في الندوة السياسية التي حدد لها المركز موضوع من اهم المواضيع التي تعنى بها الساحة السياسية ألا وهو "عامان على انتخاب رئيس الجمهورية قراءة في الإنجازات والتحديات".
وكان من ضمن المحاضرين نائب برلماني من الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وموظف في مؤسسة تآزر كمقرر، استغل الفرصة للتحريف الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلد لصالح ولي نعمته الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.
وحيث أن المحاضرين السادة كان حاميدو بابا وجميل منصور كان طرحهما موضوعيا شيئا ما، إلا أن الندوة شهدت خطابا سياسيا استعراضيا مهرجانيا بامتياز قاده الإخوة جمال ولد اليدالي والأخ ولد أسويلم واستعراض لإنجازات تآزر قاده لمام ولد العابد والذي كان معقبا على الشق الاجتماعي من الندوة، استغله لتقديم عرض سياسي بامتياز ملؤه المحاباة والتقرب دون موضوعية ولا حياد، مع الأسف، للنظام القائم.
و حيث أنه أيضا كانت هناك محاضرة اقتصادية لم يحضر صاحبها الذي ليس سوى الوزير السابق محمد ولد العابد، الذي قدم خاطرته السياسية المعهودة و التي طرأ عليها هذه المرة فقط من باب التحدث "بالنعم" نوع من محاباة المعارضين المناطحين، إذ سبق جميل منصور، رغم كل ما كان يقال عنه و كل ما يظهر في تدويناته، إلا أنه كان موضوعيا أكثر من الوزير السابق، الذي ترك التقديم الموضوعي الأكاديمي و الطرح المنصف، ليتحول إلى استعراض الشخوص و الشخصيات التي حباها ولد الغزواني بمناصب وهمية كما حدث مع محي الدين سيدي باب الذي استشهد به هذا "المحاضر".
وحيث أن التآزر كانت هي العنوان الأبرز، لا أدري ما لذي يريده من تقديمها كموضوع رئيسي لحديث عن إنجازات نظام، إن كنا نتحدث بشكل موضوعي وبعيدا عن المواقف السياسية.
وقد طلبت الكلام كذا من مرة ليفاجئني رئيس المركز بكلام غير موضوعي وغير مسؤول بالمرة، كنت أحسبه بعيد كل البعد عن الإقصاء، إلا أنه وبعد مشادات مع بعض الاخوة كالسيد سيدي ولد عبيد الذي فرض نفسه والأخ زايد أيضا، ليمتنع هذا الذي يسمي نفسه دكتورا ويرأس مركزا غير سياسي حسب كلامه، وإن ناقضت أقواله كلامه، وجاء بغير ما اعتدناه عليه.
حرية التعبير حق يكفله الدستور والتقييم لا يكون بالإقصاء والمحاباة والندوات المفتوحة وسماع آراء الكل فيها أمر مطلوب لمعالجة أي قضية من قضايا الوطن، اما الإقصاء الممنهج والاستهداف، فهو أمر غاية في السوء، لقد حولت تصرفات هذا المدير ندوته، إلى مهرجان سياسي بحت، إلى محاباة، ومناطحة، واقصاء، كنا نربأ بمركز "مبدأ" الجميل الذي كنا نعرفه أن ينزل إلى هذا المستوى.
لقد تحدث الأستاذ جمال ولد اليدالي عن الإنجازات السياسية ولم يكن موضوعيا بالمرة، بل كان يميل كل الميل إلى تسويق خطاب يرحم النظام ولا يرحم المواطن، لا بل إن استدلاله بالمادة 11 من الدستور كان حجة عليه، وخلاصة ما قال إن السياسة والقانون وحقوق الانسان كلها لم تخلق إلا في عهد هذا الرئيس، بينما تجاهل الحديث عن التحديات.
لقد آلمني كثيرا هذا التصرف، الذي بدر من رئيس مبدأ، لا بل إنه جرحني ومس من كرامتي، أمام أصدقاء وأحباء وأساتذة، يقدر فيهم أنهم مع الحق، لا الباطل، مع الوطن، لا نزوات ورغبات وطموح رئيس مركز يبحث فقط عما يرضي الحاكم، من خلال عمل كان الأولى به أن يكون متجانسا موضوعيا ومتجانسا.
لقد تركت لرئيس الجلسة الأستاذ أحمد ولد لفظل (وهو مدير برنامج الشيلة) ورقة كتبت فيها ملاحظاتي وتحديته لو يقرأ فيها ذكر "العشرية" أو الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، لكن القوم خائفون مع الأسف في بلد ليس محلا للخوف، ولا ينبغي لنخب بهذا الجبن أن تتصدر المشهد.
أما آخر ما ختم به اعتراضي، فهو الاعتداء الجسدي الذي تعرضت له من قبل شخص أسموه "الشيخ"، والذي أسمعني كلاما بذيئا وهددني ومزق ملابسي، وأحتفظ بحقي الشخصي في الرد على تصرفاته العدوانية واللاأخلاقية.
الأستاذ محمد فاضل