المفتي: لن يزال الانفلات الأمنىُّ قائمًا والجريمةُ بكل أنواعها ودرَجاتِها مُتَفشِّيَةً ما دام المُجرم فى مَأمَنٍ من حُدود الله

سبت, 05/06/2021 - 18:07

يَندرج ما تَقترفه حُثالة العِصابات الإجرامية، منذ بعض الوقت، فى عاصمتنا وبعضِ المُدن الأخرى، من قتل الغِيلة، واغتصاب الفتيات، وخطف الأطفال، ونَهْب الأموال، والَّلصَص جهارًا نهارا، وترويعِ الآمِنين باستعمال قوّة السلاح، فى إطار ما يُعرَف شرعًا بالحِرابة.

وعقوبةُ الحِرابة مَنصوصةٌ فى الوحْى المنزل بقوله تعلى: (إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسۡعَوۡنَ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡىٌ فِى ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِى ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)

وهذا الحَدُّ أنفَذَه النبىُّ صلى الله عليه وسلم فى العُرَنيِّين الذين استاقوا ذَوْدَه، وقَتَلوا رِعاءَه، وسَملوا أعينَهم، كما ثبت ذلك فى الصحيحين وغيرهما، وفى شأنهم نزلت الآية أعلاه.

فهذا حكمُ الله.

(أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ يَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللهِ حُكۡمٗا لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ)؟

لن يزال الانفلات الأمنىُّ قائمًا، والقتلُ مستفحلا، والجريمةُ بكل أنواعها ودرَجاتِها مُتَفشِّيَةً ما دام المُجرم فى مَأمَنٍ من حُدود الله.

إنَّ مُجرَّدَ سَجْنِ مُجْرمٍ أو عِصابةٍ أيَّامًا أو شهورًا لن يردَع باقِىَ القَتَلة والمُغتصِبِين والُّلصُوص وقُطَّاعِ الطُّرُق وباعَة المُخدّرات...

فلا بُدَّ من تحكيم الشَّرعِ المُنزل فى رقاب هؤلاء المُجرمين، وفى سائر مَناحى الحياة إن كنا ننشد الأمنَ والطمأنينة والرخاء.

فالواجب على السلطان أن يغضَبَ إذا انتُهِكت حرماتُ الله، من إزهاق الأرواح، واجتراح الفواحش، وسلْبِ الأموال، وترويع المسلمين...

لا بدّ أن يغضب السلطانُ لله، وأن يُطَبِّقَ شرعَ الله، وينفِّذَ حدودَه.

ولا بدَّ لأهل العلم أن يُبيِّنوا حرمةَ المسلم، وعصمةَ دمِه وماله وعِرضه، ويصدَعوا بالنصوص الواردة فى ذلك. وعلى الدولة أن تعقِدَ لذلك الندوات، وتُنظِّمَ له المحاضرات، بل المؤتمرات...

فلا ذنب بعد الشرك بالله أشد فظاعةً، ولا أعظم شناعة من إراقة دمِ امرئٍ مسلم بغير حق.

إن القصاص من القاتل حكمٌ ربانىّ خالد (وَلَكُمۡ فِى ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِى ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ).

***

ألا هل بلغت؟

اللهم فاشهد.

من صفحة إبراهيم بن يوسف بن الشيخ سيدى على الفيس بوك