الرباط تدعو مدريد لتجنب "التصعيد" في خضم الأزمة بين البلدين بشأن دخول زعيم البوليساريو إلى إسبانيا

اثنين, 24/05/2021 - 12:42

دعت الرباط الأحد مدريد إلى تفادي "التصعيد" على خلفية الأزمة بين البلدين عقب دخول زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي إلى إسبانيا. وفي وقت سابق دعت الرباط إلى فتح تحقيق "شفاف" في ظروف استقبال غالي الذي بررته مدريد بـ"أسباب إنسانية".

إعلان

في خضم الأزمة الناجمة عن استقبال مدريد زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، دعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إسبانيا الأحد إلى تفادي "التصعيد"، والعمل على إعادة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لا سيما التعاون في مجال الهجرة.

ودعت الرباط سابقا إلى فتح تحقيق "شفاف" في ظروف استقبال غالي الذي بررته مدريد بـ"أسباب إنسانية"، والذي ما انفكت المغرب تؤكد أنه دخل إسبانيا "بشكل احتيالي وبوثائق مزورة وهوية منتحلة".

وتحولت القضية إلى أزمة بين البلدين بعد تخفيف الشرطة المغربية رقابتها على الحدود بداية الأسبوع، ما أدى إلى تدفق نحو 10 آلاف مغربي إلى جيب سبتة الإسباني. وقال بوريطة إن السماح لغالي، زعيم الجبهة المدعومة من الجزائر "بالعودة والالتفاف على القضاء الإسباني وتجاهل الضحايا سيكون بمثابة دعوة للتصعيد".

وحسب تصريحات الوزير فإن تجنب "التصعيد" يمر بإجراء تحقيق "شفاف" حول ظروف دخوله إلى إسبانيا و"الأخذ في الاعتبار الشكاوى المقدمة ضده" بتهمة "التعذيب" و"انتهاكات حقوق الإنسان" و"الاختفاء القسري".

وشدد على أن ذلك يمثل "اختبارا للشراكة الاستراتيجية" التي تربط البلدين، خاصة في ما يتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية. وتابع أن "حسن الجوار ليس طريقا ذا اتجاه واحد"، مشددا على أن المغرب "ليس عليه التزام حماية الحدود" لكنه يفعل ذلك في إطار الشراكة.

وأكد وزير الخارجية المغربي أن بلاده قامت عام 2017 "بتفكيك أكثر من 4 آلاف شبكة (هجرة غير شرعية) ومنعت 14 ألف محاولة غير نظامية" لعبور الحدود، في حين أن المساهمة المالية الأوروبية في هذا الجهد كانت "بمتوسط 300 مليون يورو سنوياً" وهو مبلغ يمثل أقل من 20 بالمئة من المصاريف.

it

كيف تمكن قراءة تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية حول التوتر مع المغرب؟

 

02:57

وأعاد القضاء الإسباني هذا الأسبوع فتح دعوى ضد إبراهيم غالي بشبهة تورطه في "جرائم ضد الإنسانية" على خلفية شكوى قديمة رفعتها ضده جمعية صحراوية تتهمه بارتكاب "انتهاكات لحقوق الإنسان" ضد معارضين في مخيمات تندوف الواقعة غرب الجزائر.

ويشار إلى أن زعيم البوليساريو البالغ 75 عاما والذي أودع في مستشفى بمنطقة لوغرونيو شمال إسبانيا في نيسان/أبريل إثر إصابته بفيروس كورونا، كان قد وجه إليه القضاء الإسباني دعوة للمثول أمامه في الأول من حزيران/يونيو المقبل على خلفية شكوى قدمها منشق عن الجبهة يتهمه فيها بـ"التعذيب".

وتطالب البوليساريو بإجراء استفتاء تقرير مصير في الصحراء الغربية أقرته الأمم المتحدة، في حين يقترح المغرب الذي يسيطر على ثلثي هذه المنطقة الصحراوية منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.

من جانبها تعتبر الأمم المتحدة الصحراء الغربية من ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" في ظل عدم وجود تسوية نهائية لوضعها.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كانت الجبهة قد أعلنت استئناف القتال بعد حوالى ثلاثة عقود من سريان وقف لإطلاق النار، وقد جاء ذلك إثر تنفيذ المغرب عملية عسكرية في منطقة في أقصى جنوب الصحراء الغربية.

 

فرانس24/ أ ف ب