شارك عشرات المتطوعين في قطاع غزة، من ضمنهم أجانب، الإثنين، في عملية تنظيف وإعادة الحياة لشارع "الكورنيش"، المطل على بحر مدينة غزة، من آثار الدمار الذي لحق به خلال 11 يوما من العدوان الإسرائيلي.
هذه العملية تأتي ضمن حملة أطلقتها بلدية غزة، الأحد، لتنظيف الشوارع بعنوان "حنعمرها".
وقالت شيتوسي نوجوتشي، مديرة مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في قطاع غزة، المشاركة في عملية التنظيف، إن هذا العمل جزء من عملية "تعافي المجتمع الفلسطيني (من آثار العدوان) ومحاولة لإعادته للحياة الطبيعية".
وتمنت نوجوتشي، في تصريح لوكالة "الأناضول"، أن "تكون هذه المرة الأخيرة التي يتعرّض لها القطاع لمثل هذه الأعمال، التي تضطرهم لتنظيف الشوارع".
بدورها، قالت الشابة المتطوعة هديل أبو زيد، من مؤسسة "المنتدى الاجتماعي التنموي" (أهلية)، إنها تشارك في هذه الحملة لإرسال رسالة للعالم أن "سكان غزة باقون في مدينتهم".
وأوضحت، في حديثها مع "الأناضول"، أن شارع البحر تعرّض لقصف عنيف، خلال 11 يوما من العدوان؛ ما تسبب بتدمير "الكورنيش"، الذي يعتبر متنفسا وحيدا لسكان القطاع المحاصر، للعام الـ15 على التوالي.
وبيّنت أن هذا العمل التطوعي "يحاول إعادة الحياة للمنطقة من خلال تنظيفها".
واستكملت قائلة: "نحن ندرك أن هذا العمل البسيط لن يعيد إعمار غزة، لكنها محاولة في إطار تعمير البلد".
من جانبه، قال يحيى السراج، رئيس بلدية غزة، في حديث لـ"الأناضول"، إن هذه الحملة لاقت مشاركة واسعة من "المؤسسات المحلية والدولية، والفصائل الفلسطينية، والشباب بمختلف أعماره وأطيافه".
وتابع: "سعيدون بهذه المشاركة، التي تعيد الحياة للمواطن، وتقول للعالم إننا باقون هنا".
وأوضح أن هذه الحملة تأتي أيضا "في إطار جهود البلدية بإعادة إعمار ما دمّره العدوان من بنى تحتية في القطاع".
واستكمل: "العدوان الأخير على غزة كان له عنوان واضح وهدف مباشر، وهو تدمير البنى التحتية، وتدمير كل ما هو جميل بالمدينة".
وأشار إلى جهود البلدية في "صيانة خطوط المياه المدّمرة، وإعادة تشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي".
ودعا السراج "الجهات المانحة والصديقة إلى وضع خطة متكاملة لإعادة الإعمار، بدءا من البنى التحتية".
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها شرطة إسرائيل ومستوطنوها في المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" بالقدس في محاولة لإخلاء 12 منزلا فلسطينيًا وتسليمها لمستوطنين.
وامتد العدوان الإسرائيلي إلى كافة الأراضي الفلسطينية والبلدات العربية بأراضي 48، والذي شمل قصفا جويا وبريا وبحريا على قطاع غزة، وأسفر عن 280 شهيدا، بينهم 69 طفلا، و40 سيدة، و17 مسنا، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة.
بينما قٌتل 13 إسرائيليا وأصيب مئات؛ خلال رد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة على العدوان بإطلاق صواريخ على إسرائيل، قبل أن يبدأ فجر الجمعة، وقف لإطلاق النار بين الجانبين بعد 11 يوما من العدوان على غزة.