"تركتُ المدرسة لكيْ أتعلم"...

اثنين, 22/02/2021 - 11:44
الشاعر :داوود أحمد التجاني جا

هكذا أجاب عباس محمود العقاد على سؤال وجه له حولَ أسباب تسربِه من المدرسة،وهكذا جوابُ عظماء المتسربين وما أكثرهم.

شدَّني إلى هذا الجواب غباء مستشاري الوزارة الذين اقترحوا معدل 10/20 في مادة التخصص لمن يريد الترشح للمعلمين والأساتذة،فأردت تسجيل ملاحظاتٍ بسيطة.

١- تجربتي في التعليم وضحت لي أنَّ النقاط هي ٱخر ما يجب الاحتكام إليه في تحديد مستوى أيِ شخص.

قبل سنوات لا حظتُ أن بعض التلاميذ ممن بالكاد يبينونَ بالفصحى، يتحصلون على نقاط مغرية في الاختبارات،فلجأتُ إلى ٱليةٍ شخصية في التصحيح،وهي إجراء اختبارٍ شفهيٍ يعيد فيه التلميذ قراءة كلّ ما كتبه في ورقة الإجابة.

وكانت النتيجة أنّ بعضهم يعترف أن إجاباته مسروقة وأنه غير قادرٍ على تذكرها،وأن بعضهم الٱخر حِفّيظٌ لكنَ مستواه لا يتجاوز ماتختزنه الذاكرة.

٢-تجربتي في الحياة أكدت لي أنّ سَويةَ الإنسان ترتفعُ يوميًا إن هيَ صوحبتْ بهمةٍ داعمة.

ما أعنيه أنني شخصيا جربتُ ضعف المستوى اللغوي سنواتٍ طويلة رغم التجربة المحظرية والمدرسة. وبعد تحصلي على الباكالوريا عكفت بشكل جاد على التعمق في النحو والصرف والبلاغة،والعروض،وانهمكت في ألفية ابن مالك وميزان الذهب،وحين خضت تجربة التعليم الحرّ تورطت في التحضير اليومي، فتشذبتْ لدي الحاسة اللغوية بشكل أوعى من ذي قبل. وحين خضت تجربة الكتابة قرأت كتبا عديدة ومكاتيب عشاق مكتوبة بلغة جزلة. كل هذا الاختمار بمقدوره تحسين لغة أي شخص.

وإدراكي أن أمثالي كثيرون ممن تطوروا بعد البكالوريا هو ما يجعلني أتساءل:

-أيةُ لعنةٍ تلكَ التي تختار قرارتٍ غبية كهذه ومستشارين بهذه السطحية؟!

-أية لعنة "تتفايلْ" للإنسان أن يظل على مستواه القديم؟

#لعدتو أنتوم ماتگراو الناس لخرة تگرة!

من صفحة الشاعر :داوود أحمد التجاني جا