عرفته حرا طليقا وداخل الزنازين وأقفاص الاتهام حيث كنت ضمن فريق الدفاع عنه لمرتين آخرها في العام 2003،
بسجن بيلا، سألت الرئيس خونه وكان معه حابه ولد محمد فال عن وضعية السجن وظروفه، فأجابني حابة بأسلوبه المرح المعهود:
خبيرنا المعتمد في مجال السجون هو محمد يحظيه، وقد أكد لنا بأنه ليس سجناً بل ُ"فندقا بخمسة نجوم".
كان الوحيد من ضمن السجناء الذي لا تشعر معه مطلقا بأنه سجين فلدى الرجل قدرات هائلة تتعالى على كل سجن أو قيد،
وكان الوحيد القادر على الوقوف بقفص الاتهام لساعات وساعات دون أدنى حركة ولا تململ على طريقة لاعبي اليوغا.
وفي السياسة صنع أسطورته بنفسه، وأهدى للبعث بهذه الأرض أساطيره،
وكان الراحل من بين الساسة والمفكرين الذين تحترمهم بإجلال كبير مهما كانت مسافة الخلاف والإختلاف معهم شاسعة.
وإلى وقت قد لا يكون قريبا، ستغيب بغيابه من سوح الفكر والسياسة الوطنية قيم نبيلة عديدة أهمها الصمت والعمق، فقد كان الراحل بليغا ومعبرا حتى بصمته، وكانت قوته الحقيقية في قدرته على إعطاء عمق لما لا عمق له غالبا.
رحم الله الراحل محمد يحظيه ولد بريد الليل وتقبله في الصالحين وتقبل منه،
مع خالص العزاء لأسرته ورفاقه ومحبيه.
إنا لله وإنا إليه راجعون.