القضية قضيةُ فسادٍ أولًا وأخيرا،
لا ترهق نفسك بهذا الكم الهائل من الذباب الألكتروني المُحمل بالشتائم والسباب والقذف فالقضية ليست كذلك.
القضية أخي العزيز هي من أين لك هذا؟ من أين لك وللذين حولك كل هذه الخزائن والأسهم والشركات والمزارع والعقارات والمصانع والدور والسيارات الغالية الثمن والحسابات المصرفية النائمة؟ من أين لك هذا المال الذي صرحت بامتلاكه علناً وأنت الذي قلت قبل فترة قليلة وصدقناك إنك لا تملك سوى حفار يُقدم خدماته للناس مجانا.
هذا السؤال من حقنا أولاً كمواطنين طرحه، ومن حقنا كمسؤولين عمِلنا معك على إقامة نظام يحارب الفساد ويقف إلى جانب الفقراء أن نجد له إجابة، فإذا لم يكن إبراء الذمة أمام الناس يعني لك شيئا لأنك فوق كل شبهة، فهو بالنسبة لنا يعني كل شيء ولَسنا فوق الشبهات بل مجرد موظفين يخدمون هذا الشعب ويدفعُ لهم ومن حقه محاسبتهم.
من حق هؤلاء الفقراء الذين كنتَ تسمي نفسك رئيسهم وقد وثقوا بنا وصدقوا شعاراتنا يوما أن يعرفوا من وَفى ومن خانَ وأنكَ الوفاءُ عينه.
أن يعرفوا من بذلَ ومن أخذ ومن اختلس وأنك الأمانةُ ذاتها، وأن العيب كان فينا أو فيهم لا فرق.
لستُ وحدي من ساندَك أو علق آماله عليك َوإليك حمل آلامه وأحلامه، بل هي أغلبية ساحقة من الموريتانيين وعلى طول عقد من الزمن، منها مئات الآلاف من المواطنين البسطاء الفقراء الذين لا يجدون حيلةً ولا يَهتدون سبيلا، وفيها آلاف الوزراء والساسة والوجهاء والأطر الشرفاء الصادقين، أليس من حقهم ذلك؟
وأخيرا، أليس من حقكَ أنتَ عليهم كذلك أن يعرفوا أنكَ خرجتَ من السلطة وأسرتَك خِفافا كَفافا كما آل الخطاب؟.
الشائعات أخي تتكاثف، والأراجيف هنا وهناك، والبياض قليل الحمل للدنس كما يقولون، فأرجوك أن تؤجل الذي بيننا قليلا وتقدم لهم بعض الإيضاح.