تحتل جزيرة تيدرة مكانا سميا في الذاكرة التاريخية والروحية للموريتانيين، حيث يذهب أغلب المؤرخين والمثقفين الموريتانيين إلى اعتبار تلك الجزيرة المهد الأول لحركة المرابطون التي نشأت في هذه الربوع قبل أن يتجهوا شمالا إلى المغرب الأقصى
أقام الزعيم الروحي للمرابطون عبد الله بن ياسين رباطه في منطقة تيدرة، وفرض تعاليم وطقوس تربية صارمة على أتباعه، حيث كان يعاقب من تخلف عن أداء صلاة الجماعة بعشرين ضربة سوط.
تحولت تيدرة إلى مقبرة أثرية تحتوي رفاة عدد قليل من الشخصيات المهمة في موريتانيا.
وتقع تيدرة ضمن الشاطئ البحري الذي يقطنه شعب إيمراكن، وهم جيران المحيط وأول أصدقاء الحوت.
تبلغ مساحة تيدرة حوالي 150 كم2 طولها 18 ميل (29 كـم) وعرضها 5 ميل (8.0 كـم).
تتميز تيدره بأنها أكبر جزيرة تابعة لحوض أركين وهي أيضا أكبر جزيرة في موريتانيا
خلال عصر ما قبل التاريخ، كانت متصلة باليابسة حتى 6000 إلى 5000 سنة حيث ارتفع مستوى البحر وقسمها عن البر الرئيسي وفق موسوعة ويكبيديا
تحولت تيدرة مؤخرا إلى ورقة جدل سياسي وإعلامي وسط اتهامات يروجها الإعلام ضد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، بأنه سعى لمنح هذه الجزيرة للأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني.
ورغم أن المعلومات المتداولة في هذا السياق لا تزال أقرب إلى الشائعات من الحقيقة المثبتة، فإن رئيس لجنة التحقيق البرلمانية طلب توسيع صلاحيات لجنته لتشمل التحقيق في وضعية تيدره باعتبار ذلك المنح المفترض مساسا بالحوزة الترابية.
وافق مجلس الرؤساء في البرلمان على طلب النائب حبيب ولد أجاه، وسيبدأ التحقيق في قضية منح الجزيرة المذكورة إلى قطر.
لم يعلق القطريون بعد على ما يموج به الإعلام الموريتاني بشأن جزيرة تيدرة، ودون بعض الصحفيين قائلا إن لقطر جزيرتها الخاصة.
ريم آفريك