وقع سجال بین رئیس لجنة الإنتخابات محمد فال ولد بلال وعناصر من "تجمع أمن الطرق"، دون عنھ قائلا: "في لیلة من لیالي "حظر التجوال"الكوروني، أخذت الكمامة واللثام وخرجت ً بسیارة في حاجة من حوائج الدنیا حاملا معي ترخیصا یسمح ً بالخروج لیلا؛ سیارة صغیرة ومتواضعة ھي سیارة رئیس اللجنة. َ اعترضتني "حكمة" من "حكمات" المرور على طریق انواذیبو. ودار بیني وبینھم الحدیث التالي: أدى الوكیل تحیة خفیفة رافعا یده إلى المنكب، وقال: أین أوراق السیارة؟ قلت أي أوراق؟ ھذي سیارة حكومیة. قال: لا! ھذي ألاّ "س.ج SG .
"السیارات الحكومیة تحمل "الخط"• قلت: وما ھو الخط؟ قال: الخط ھو الخط أتوف! وأضاف: ھل لدیك رخصة خروج؟ قلت: نعم، وأعطیتھ الرخصة.. أمعن فیھا النظر، وقال: ھذه لا تحمل اسما محددا. فقلت: ذلك لیس ذنبي. قال: ما وظیفتك؟ ُ قلت: أنا حكیم. قال: شنھوووو؟ ً قلت: حكیم! قال حاكم؟ قلت: حكیم! قال حاكم في أي المقاطعات؟ قلت: لست حاكما، بل حكیما! قال : آش؟ قلت: حكیییییم ! قال : حكیم یخوي ِشنھ؟ قلت معناھا "عاقل". قال: وخیرت أنت ولد العاقل؟ قلت لھ: والله ألّ ّ وخیرت، ولكن لا.
قال: ھي أص ُ معناھا شنھ؟ قلت: معناھا متبصر ،، قال: شنھ؟ أعمى؟ رددت یدي إلى جیبي وأخرجت لھ "بطاقة حكماء" أعضاء اللجنة الوطنیة المستقلة للانتخابات. أخذھا مني، وھو یقول: عجیب، عجیب،، یا الناس تعالوا شوفو! جاء كبیر الجماعة، وقال دون أن یلتفت إلى البطاقة: انزع لثامك! وما إن نزعت اللثام، حتى قال لصاحبھ: أنت مجنون؟ ھذا ولد بلال! خلیھ یمشي! وانتھى الأمر.
أخذت بطاقة الحكماء و رخصة ال SG ،ومضیت إلى حیث أمضي. ھھھ. العبرة في ھذه القصة لیست في تواضع مستوى وكیل المرور، ولیست في استغراب الناس لوجود أ"حكمة" أو "حكماء" في ھذه الأرض؛ ً وإنما العبرة أیضا في أن المظاھر والأسماء الشخصیة قد تكون أحیانا أھم من المراتب والوظائف والمؤسسات. وبما أن المظاھر غیر مضمونة، والمؤسسات معتادة الوجود، والوظائف غیر دائمة... ألاّ حد إحافظ اعل أسمو!"