فخامة رئيس الحمهورية الموقر ، بودّي لو أدركتم ان ثلاثة اربعاع بلدكم يفتك بها العطش والتصحر والتهميش والعزلة، وغياب التعامل المسؤول المرجو مع كارثتها.
فخامة رئيس الجمهورية قد يفهم ان يعطي برنامجكم اولوية لمناطق الكثافة السكانية، دون ان يصم الاذان عن صرخات الاستغاثة القادمة من مناطق كثيرة من شرق البلاد الى غربها اثخنتها العزلة والتصحر والعطش ..
مثل مدينة تجكجة التي خرج من بقي محتسبا فيها من السكان الى شوارع المدينة وساحاتها يوجه النداء تلو النداء بحثا عن ما يطفئ الغُلة من ماء شديد الملوحة، هو آخر ما رشحت به شبكتهم بعد نضوب الفرشة المائية وغورها في الارض اثر توالي السنين و انحباس الأمطار والسيول الذي سوَّى نخيل الواحة بالارض، وتكفَّلت الآفات الحشرية والسوسة الحمراء بقتل ما بقي منه باسقا من الجذوع الى العراجين، وانعكاس ذلك المباشر على حياة مدينة يعتمد اغلب سكانها على النخيل في عيشهم، مع ما توالى من سنوات الجفاف مع سنين الرصاص والتهميش والعزلة، بدرجة تصل حد العقاب الجماعي .. السيد الرئيس سكان هذه المدينة على موعد خلال ايّام في التاسع من يونيو مع طلوع نجم الثريا، قمة الحر واليبوسة والهبوب الكالح الذي تَشيب بغيظه الموجودات في سنوات الخصب المُمْرعة، فكيف سيكون الحال مع مواسم القحط والندرة والجفاف الماحق. فخامة الرئيس ان دوام الاستغاثة دون اغاثة يعرض سكان مدينة كبيرة من مدن البلاد لخيارات بالغة السوء، عطش الانفس، وتدمير ما بقي من ثروة حيوانية...
وهو ما يتطلب منكم القيام الفوري بحلول ظرفية عاجلة لهم ولغيرهم من سكان المدن الاخرى التي تعاني من واقع مشابه، حتى تزول غمة الحر وتباشر مصالح القطاع المعنية بدراسة جدية لواقع المياه واستغلال مدخرات بلادنا الاستراتيجية الكبيرة منه على طول النهر وفرص إقامة مزيد من السدود والتنقيب عن مصادر جديدة للمياه الجوفية نتفادى بها ازمةعطش بنيوية لن تستثني اذا استمرت نتائجها الكارثية منطقة من مناطقنا وسيكون تهديدها الاستراتيجي المتوسط والبعيد أخطر على الامن الوطني من تهديد الأوبئة والارهاب .
النائب عبد السلام ولد حرمة