في هذا المقال سنقوم بزيارة تعيسة و قصيرة للتاريخ لنستخلص العبرة ثم نخلص إلى الإسقاط على واقعنا السياسي المشبع بالتحديات من جهة و بالأمل من جهة أخرى !
شارل موريس تاليران وزير خارجية نابليون الأعرج : كل ذي عاهة جبار ؛ هكذا يقول المثل. سحب رجله الخشبية وحوّلها جسراً تنقّلت عليه فرنسا من عهد لويس السادس عشر، إلى الثورة الفرنسية فحكم نابليون بونابرت الأول، مرورا بشارل العاشر، وصولاً إلى لويس فيليب، شخصية إشكالية استقطابية مثيرة للجدل. إذا طُلب منك تسمية خمسة أشخاص أثاروا الجدل في التاريخ الأوروبي، لن يكون إلا من بينهم. إذا أردت تحديد أب للماسونية في فرنسا، فهو العنوان. الخائن الأكبر و المتآمر العظيم ؛ صاحب أسوأ سمعة في التاريخ الفرنسي نسّق مع الكهنوت وأدار ظهره للكاثوليكية ،و نسق مع الكاثولكية و أدار ظهره أيضا للكهنوت حسب مصالحه الشخصية و متطلباته الضييقة.
سألوه عن سر تقلبه و تلونه مع كل الأنظمة المتعاقبة على فرنسا فأجاب في مكر الثعلب كعادته "لقد كنت على الدوام مع فرنسا فقط" ... فرنسا التي تآمر عليها و ضرب بعضها ببعض في سبيل نزواته و أطماعه الشخصية ، لقد كانت ظرافة منطقه و خفة دمه و سلاسة أفكاره التي تناقض دواخله هي التي وراء انخداع نابليون به و غيره ممن سبقه من حكام فرنسا لقد كان حبل كذب "تاليران" طويلا بما يكفي للتآمر على نابليون في الداخل و الخارج حتى فات الآوان حتى صرح نابليون نفسه ، بتصريحه الشهير "حتى لو قتلنا تاليران الآن فلم يعد للأمر أي معنى فقد صنع اللعين ألف تاليران في الداخل و ألفا في الخارج" !
و هنا يقودني السياق إلى أن أطلب من فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن يقتل "تاليران" قبل فوات الأوان ، سيدي الرئيس لقد طرحتم برنامجا انتخابيا طموحا نابع من صلب تطلعات الجماهير الموريتانية و استبشرنا أكثر عندما تناهى إلى مسامعنا سوء تفاهمكم مع رأس عشرية البؤس و الشؤم و لكن ساءنا و أخافنا إبقاؤكم على كل رموز و أباطرة تلك العشرية و الإحتفاظ بهم في مناصب سامية و مفصلية في الدولة تخول لهم فعل أي شئ ..!
سيدي الرئيس إن كل المؤشرات الأخيرة من حملات تقصد التشويش و التشويه و إجهاض كل المجهودات الحكومية و المبنية في مجملها على تسريبات و وثائق داخلية لهي خير دليل على سوء طوية هؤلاء و خبث نواياهم ... إن حجم الهجوم عليكم و على الحكومة بالرغم من تفانيكما ليعكس بحق حجم و خطورة التنظيم الذي ينخر جسم الدولة من الداخل، عشرات المدونين مئات الفديوهات و المقالات شحن إعلامي و عاطفي و تأليب مقصود للرأي العام !
و في الأخير سيدي الرئيس بالرغم من المؤشرات الجيدة و الأسماء الكبيرة و النظيفة التي عملتم على دمجها خلال هذه الفترة الوجيزة و التي تبعث على الإطمئنان على دولة الشفافية و المدنية و تجعل الرأي العام يطمئن على روح القانون و حماية المال العام ... إلا أنه حان الوقت لقتل "تاليران" قبل فوات الأوان !
بقلم :المهندس خالد لبات