سنواتٌ (تسعٌ) من الحُزنِ مرّتْ¤¤ مات فيها الصفصاف والزيتونُ
سنواتٌ (تسعٌ) بها اغتالنا اليأسُ¤¤ وعلِمُ الكلام .. واليانسونُ ..(بتصرف)
نَعم .. تسعٌ شِدادٌ أكلنَ السنبلاتِ الخضر ، وذَرنَ اليابسات ، أرخَى غيابُك أوتار الكلام فلا نُكادُ نُبين
العظماء يختارون مواعيد الولادة في حزيران لست أدري لماذا !
أليس الموت ميلادا جديدا ؟!
ديمي : عذوبة الإسم وفخامة الصّيت وبياضُ التاريخ ، العظيمة التي تظارهت بالموت ذات حُزنٍ فحملناها على أكتاف وطنٍ مرهقٍ وسرنا بها في موكب مهيب ممتدٍّ بطول الصحراء الكبرى، ثم طفِقنا نهيلُ الرمل فوق جسدها، لنعود فنجدها تنتظرنا في بيوتنا ماثلة في الزوايا المُربكة من حياتنا ، لنجدها في سيارات الأجرة وفي عنابر الجنود وقلوب العذارى ومساكن الطلاب
مازالت ديمي تملأ الفراغ في مقصورة الباص على سائقه ، وتبعثُ الأمل في قلب الغسّال وهو يكوي ملابسَ البسطاء ، تشارك شبابَ الحيّ جلسة الشاي الليليّة أمام الدكان ، تؤنِسُ الحارسَ المُسِن وهو يتّكئُ على عصاه الغليظة أمام المخزن تمشي مع الراعي الوحيد خلف غنمه في سهول الحوظْ ، تستظلّ بنخيل تيرجيت مع الكَيطانة ، وتُبحرُ مع الصيادين في المراكب ، وتحلم مع الفلاحين بموسمٍ واعِدٍ في حقول شمامه.
ما زلنا نسمع ديمي عندما نحتفل ، ونواسي انفسنا بأغانيها إذا حزِنّا ، وإذا أهلّ نفمبرُ كانت ديمي عروسَه وهي تكرر (يامورتان عليك مبارك الاستقلال).
من ذا الذي يشاركُنا الأمل والألم والحزن والفرح في الآنِ نفسِه سواها ؟!
بعد كل هذا ماذا قدمت موريتانيا لديمي؟! نعمْ اسمت شارعًا فرعيا في أقصى حيّ من العاصمة باسمها ،ثم بخلوا عليها وعلى الشارع بلوحة تعريفية لا تكلف أكثر من 3كلغ من الأسمنت وكيس من الرمل.
ما زلتُ أحلم باليوم الذي أقف فيه بميدان أخضر مكان كرفور مدريد تتوسطه قاعدة رخامية بيضاءُ صقيلة ينتصب عليها تمثال ديمي وقد أسنت آردينها على كتفها ، وعلى قاعدة التمثال لوحة تعريفية بها منقوشة بخط مغربي عتيق
هذا أقلّ القليل.
نعم لا نريد تمثالا لديمي في تفرغ زينة أو كبتال ، لأن البسطاء لا يتنازلون عنها لغيرهم ، ففيها حق معلوم للسائل والمحروم .
سلام عليها يوم وُلدت ويوم ماتت ويوم تبعث من جديد.