الأُم هي الحُضن الحنون الدافئ الذي مهما كبر الشخص في العمرِ يظلّ محتاجاً إليه، والأُم نعمةٌ يجب أن تُقدّر.
خطب عظيم ذالك الذي أصاب منطقة "الكبلة" ،بإعلان رحيل سيدة المجتمع المرأة الفاضلة العابدة عيشة بنت السترة ولد "الضنك" يوم الجمعة 13 مارس 2020 .
وحزن غامر ذالك الذي أرتسم على سهول وهضاب وكثبان المنطقة ، إلا أن عمرا حافلا بالطاعة والصدقة والبر والإحسان وخاتمة حسنة بشهادة الجميع جعلت الرضا بقدر الله والتوكل عليه يحفف من ألم الفقد وصعوبة اللحظة.
كلُ يوم ٍ لمْ أسمَعك ِ فيهِ ضاع َ وكُلُ سَهرَة ٍ ماكُنت ِ فيها لاتُحسَب ُ
لمْ تَعُد ِ الحَياة ُ بدونِك ِ كما كانتْ باتَتْ إلى وَحشة ِ الصَحراء ِ أقرَب ُ
عطفُك ِ وحنانُك ِ ماكانَ لهُما مثيل ٌ وكلماتُ الرِضا مِن كُلِ الكلام ِ أطرَب ُ
إن لم نمت اليوم نموت غداً، وإن لم نجرب الموت فقد تجرعنا مرارته عن طريق موت أحد عزيز علينا
ليس الهدف إثارة أحزان أو قلب ذكرى موجودة في حنايا القلوب، ليس الهدف إثارة الحسرة في قلوب أذابها الحزن لكن الهدف هو تبيان أن ليس في هذا الوجود إنسان لم يذق ألم الموت و إن لم يجربه، صحيح أن سكرات الموت أكثر ألماً لكن لا نستطيع أن ننكر أن ألم الحزن على ميت مؤلمٌ أيضاً .
أبكي أيتها العين وأذرفي الدمع على ثمرة يانعة من ثمار شجرة "أولاد بوعلي" الوارفة ، أذبلها القدر وباتت مجرد ذكرى.
يا لك من قاس أيها الموت ، نعم أنت حق على البشر علينا أن نؤمن ونقتنع بأنك حقيقة لا بد منها ، لكنك جئت كالبرق في غير أوانك ، جئت مهرعا في يوم قاتم السواد ، وسرقت بلمحة البصر أما وسيدة كانت تمنح الدفئ لعائلة سهرت على تعليمها كل خصال وشيم الأكارم وتربيتها أحسن تربية أخلاقا ودينا .
عيشة بنت السترة ولد انضك كانت شعلة أنارت دروب الكثيرين وتقية ربت الكثيرين وصالحة تدعوا للجميع ومسالمة سلم الجميع من لسانها ويدها وهذه صفة وعلامة المسلم الحق.
رحم الله قلوباً رحلت ولم تُنسى، وجبر الله قلوباً اشتاقت فدعت، اللهم طيب ثراها وأكرم مثواها، و إجعل الجنة مستقرها ومأواها.