لن تحل "الروبوتات" مكان سائر الأعمال والمهن، لكن ربع الوظائف في الولايات المتحدة سوف تتعطل بشدة بسبب تسريع الذكاء الاصطناعي أتمتة الأعمال الحالية، وفقاً لتقرير جديد لمؤسسة بروكينغ.
التقرير الذي نُشر الخميس 24 كانون الثاني/يناير رأى أن نحو 36 مليون أمريكي يشغلون وظائف تتعرض للأتمتة بشدة – ما يعني أن على الأقل 70٪ من وظائفهم يمكن أن تقوم بها قريباً الآلات التي تستخدم التكنولوجيا الحالية. من بين أولئك الذين هم أكثر عرضة للتأثر، الطهاة والنوادل وغيرهم في الخدمات الغذائية؛ وسائقو الشاحنات وعاملوا الأعمال المكتبية.
متى يحدث التغيير؟
مارك مورو وهو زميل بارز في معهد بروكنغ ومؤلف رئيسي للتقرير، رأى أن "الناس سوف يحتاجون سريعاً لتطوير أو تغيير أو تعديل مهاراتهم". وتوقع أن يكون الجدول الزمني للتغيير "بضع سنوات أو عقدين من الزمن".
ولكن من المرجح أن تحدث الأتمتة بسرعة أكبر أثناء فترة الانكماش الاقتصادي المقبل. فالشركات عادة ما تكون حريصة على تطبيق تكنولوجيا خفض التكاليف مايعني تسريح العمال.
وسبق أن وجدت بعض الدراسات الاقتصادية تحولات مماثلة لأتمتة الإنتاج في أوائل فترات الركود الماضية - وربما ساهمت في "التعافي من البطالة" الذي أعقب الأزمة المالية عام 2008.
من يتأثر أكثر؟
مع التقدم الجديد في الذكاء الاصطناعي، فإنه ليس فقط روبوتات الصناعات والمستودعات هي التي ستغير قوة العمل الأمريكية. بل ستقوم كذلك بأداء أدوار كونترات الحركة الذاتية وأعمال الفنادق.
وسوف تتغير معظم الوظائف في المستقبل، لكون غالبية عمال الولايات المتحدة سيكونون قادرين على التكيف مع هذا التحول، دون أن يتم استبعادهم.
وقال التقرير الذي أعدته مؤسسة أبحاث واشنطن إن التغييرات ستقع في أشدها في المدن الأصغر، لا سيما تلك الموجودة في قلب البلاد وحزام الصدأ وفي ولايات مثل إنديانا وكنتاكي. كما أنها تؤثر بشكل غير متناسب على العمال الأصغر سناً، الذين يهيمنون على الخدمات الغذائية وغيرها من الصناعات الأكثر عرضة للتشغيل الآلي.
خطوات بدأت
تم بالفعل نقل بعض المطاعم إلى تجربة آلات الترتيب الذاتي، وجرب الأمر ضمن مطابخ بمساعدة الروبوت.
كما تقوم Google هذا العام بتجريب استخدام مساعدها الصوتي الرقمي في ردهات الفنادق لتفسير المحادثات على الفور عبر عشرات من اللغات. كما يمكن أن تحل المركبات ذاتية القيادة محل سائقي التوصيل على المدى القصير.
يرى العديد من الاقتصاديين أن الأتمتة والذكاء الصطناعي لها تأثير إيجابي شامل على سوق العمل، "يمكن أن يخلق النمو الاقتصادي، ويخفض الأسعار، ويزيد الطلب، مع خلق فرص عمل جديدة".
حسبما يقول ماتياس كورتيس، الأستاذ المساعد في جامعة يورك في تورنتو، والذي لم يشارك في تقرير بروكينغ.
لكن كورتيس قال إنه لا شك أن هناك "فائزين وخاسرين واضحين". في الماضي القريب، الأكثر تضرراً هم الرجال الذين يعانون من مستويات منخفضة من التعليم الذين سيطروا على الصناعات التحويلية، والنساء ذوات مستويات التعليم المتوسطة المسيطرين على المناصب الإدارية.
آراء مخالفة
وكانت شركة مانباور للتوظيف قد ذكرت في دراسة مسحية أن المخاوف من سرقة الروبوتات وظائف الناس لا أساس لها، مع تزايد عدد الشركات التي تخطط لزيادة القوى العاملة أو الحفاظ عليها نتيجة التشغيل الآلي.
واستطلع التقرير آراء 19 ألف شركة في 44 دولة وخلص إلى أن 69 في المئة من الشركات تعتزم الحفاظ على حجم قوتها العاملة، بينما أرادت 18 في المئة من الشركات تعيين المزيد من الأشخاص نتيجة التشغيل الآلي. وأضاف التقرير أن 24 في المئة من الشركات التي ستستثمر في التشغيل الآلي والتقنيات الرقمية خلال العامين المقبلين، تعتزم زيادة الوظائف مقارنة بنحو 18 في المئة من الشركات التي لن تستثمر في التشغيل الآلي.
فيما 9 في المئة من الشركات فقط رأت أن التشغيل الآلي سيؤدي بشكل مباشر إلى خسارة وظائف.
وقال جوناس برايسينج رئيس مجلس إدارة مجموعة مانباور "المزيد والمزيد من الروبوتات تنضم للقوى العاملة لكن كذلك البشر".
ارنيوز عربية