كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، عن مقطع فيديو مسرب عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ظهر فيه وزراء خارجية ثلاث دول عربية خليجية يدافعون عن إسرائيل ويهاجمون إيران.
وتضمن فيديو مدته 25 دقيقة قول وزير الخارجية البحريني إن مواجهة الجمهورية الإسلامية تعد أكثر إلحاحًا من حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ويمثل الفيديو، الذي تقول وسائل إعلام إن مكتب نتنياهو أرسله لعدد من الصحفيين الإسرائيليين، جزءًا من حلقة نقاش مغلقة على هامش افتتاح مؤتمر الشرق الأوسط المنعقد حاليا في وارسو ببولندا.
وجاءت تصريحات وزراء الخارجية العرب مؤكدة إلى حد بعيد ما أفاد به نتنياهو الصحفيين الإسرائيليين بشأن المؤتمر في وقت سابق، متحدثا بإسهاب عن مواقف الوزراء العرب.
وبعد أقل من 30 دقيقة من تداول الفيديو، حذفه مكتب رئيس الوزراء من قناته على يوتيوب.
وقال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، في حضور نتنياهو ووفود من 60 دولة أخرى، إن "عملية السلام بين الإسرائيليين والعرب كانت لتكون في وضع أحسن الآن لولا تصرفات إيران الشريرة".
وأدان آل خليفة ما وصفه بـ "النظام الفاشي الجديد" في طهران، متهما إياه بتدبير هجمات في بلاده وبزعزعة الاستقرار في اليمن وسوريا والعراق.
وأضاف أن "أموالا سامة، وأسلحة وقوات برية تابعة للجمهورية الإسلامية" أعاقت إحراز تقدم على صعيد الجهود المبذولة لإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضاف آل خليفة: "كبرنا ونحن نتحدث عن القضية الإسرائيلية-الفلسطينية كأهم قضية يجب أن تُحلّ بطريقة أو بأخرى. لكن وفي مرحلة لاحقة، تراءى لنا تحدّ أكبر وأكثر سُمِيّة - في الحقيقة هو الأكثر سُمِّيةً في تاريخنا- هو ذلك التحدي الآتي من الجمهورية الإسلامية".
وتابع الوزير البحريني: "لكن هذا تحدّ خطير يعوقنا عن التقدم للأمام على أي صعيد، سواء في سوريا أو اليمن أو العراق أو أي مكان. ومن ثم فهذا هو التحدي الذي علينا مجابهته من أجل التعامل مع التحديات الأخرى".
أما وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، فأشار إلى حق إسرائيل في مهاجمة أهداف إيرانية في سوريا.
وفي جواب على سؤال طرحه مدير الحوار، مبعوث السلام الأمريكي السابق في الشرق الأوسط دنيس روس، بشأن الهجمات الإسرائيلية الهادفة إلى منع إيران من ترسيخ قدمها العسكرية في سوريا، قال آل نهيان: "لكل أمة الحق في الدفاع عن نفسها، عندما تواجه تحديا من أمة أخرى، نعم".
وشارك وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير، متهما إيران بالإضرار بالقضية الفلسطينية عبر دعم جماعات مسلحة تتنازع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ورأى الجبير أن أنشطة إيران العدوانية تقوض الاستقرار بالمنطقة على نحو يستحيل معه تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال الجبير: "انظروا إلى الفلسطينيين: مَن ذا الذي يدعم حماس والجهاد الإسلامي ويقوّض السلطة الفلسطينية؟ إنها إيران".
وأشار الجبير إلى عدد من الصراعات في المنطقة قائلاً إن إيران تلعب فيها دورا مقوضا للاستقرار.
وأضاف الدبلوماسي السعودي: "لا يمكننا تحقيق الاستقرار في المنطقة بدون سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين (لكن) أينما ذهبنا فإننا نجد سلوك إيران الشرير".
كما وجّه الجبير انتقادات قوية لجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، قائلا: "إحدى أكبر النكات تتمثل في القول إن حزب الله يمتلك ذراعا سياسية وأخرى عسكرية. هذا غير موجود".
وتمثل نصيب الأسد من تعليقات الجبير في انتقاد اتفاق إيران النووي، قائلا إنه كفيل بتمكين إيران من حيازة أسلحة نووية وترهيب دول الجوار في غضون عشر سنوات، بموجب بنود الاتفاق المثيرة للجدل، بحسب الجبير.
وقال الجبير: "عندما أُبرمت خطة العمل الشاملة المشتركة، ظن الجميع أن كل شيء سيكون على ما يرام. لكننا ونحن في المواجهة، نرى مدة العشر سنوات كطرفة عين. وعندما تمتلك إيران سلاحا نوويا -وهو من الناحية النظرية أمر سريع الإمكان في ظل عدم وجود قيود على تخصيب اليورانيوم - عندئذ مَن سيعاني؟ إننا نحن مَن سنعاني".
وتابع الجبير: "إيران تزوّد جماعة الحوثي في اليمن وجماعة حزب الله في لبنان بصواريخ باليستية. مَن سيعاني؟ نحن في المنطقة. وعليه، فالناس مضطرون إلى التعامل بجدية مع مشكلة إيران".
وقال الجبير إنه يأمل أن تتغير إيران وتصبح "بلدا عاديا. هذا سيكون الأفضل لنا جميعا. لكنهم لم يفعلوا ذلك بعد. وأي محاولة للتلطف معهم، بأي شكل، ستشجعهم أكثر مما ستثبطهم".
وعلى صعيد الداخل الإسرائيلي، وجّهت زعيمة حزب هتنوعا، تسيبي ليفني، اتهاما لـنتنياهو بانتهاك البروتوكولات المتبعة عبر تسريب فيديو خاص باجتماع مغلق من أجل دعم حملته الانتخابية قبل التصويت المزمع في التاسع من أبريل/نيسان المقبل.
وقالت ليفني إن نتنياهو يجازف بعلاقات مع دول عربية من أجل مكاسب سياسية.
وأضافت ليفني: "العلاقات بين الأمم تقوم فيما تقوم على الثقة بين القادة. ومن ثم فإن تصوير وتسريب (نتنياهو) لأقوال قيلت في غرفة مغلقة، من أجل مصالح انتخابية محلية، هو أمر غير مقبول".
وأضافت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة: "لسنوات عديدة، أجريت اتصالات مع قادة عرب لا نتبادل معهم علاقات دبلوماسية، ولم يحدث أبدًا أن نشرتُ للعلن أيا من تلك الاجتماعات".