هنا في فم لكليته، شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية فوضى أقرب إلى "حوار الصم" مع انطلاق المرحلة التحضيرية لمشروع إنتاج وتصنيع قصب السكر العملاق. يشارك الجميع في سباق محموم نحو مكاسب مفترضة، وقد تكون وهمية.
التاريخ أحيانا يختبئ في تفاصيل البيوت والمدن والقرى الصغيرة، ثم ينفجر فجأة في وجهك من لاشيء كما لو كان انفجار Big Bang تكوّن من نقطة عدمية، وقد يحدث العكس؛ حين تدرك أن من كان يكنس فناء بيتك ذات صباح، كاد قبلها أن يكنس نظاما دمويا كُتب له أن يبقى قرابة نصف قرن يتنفس فوق صدور ملايين الناس.
وماذا يريد خمسة ملايين مواطن موريتاني من 30 وزيرا؟ يتغير أغلبهم كل خريف في لعبة كراسي قبلية وجهوية لا تُطرب مجتمعا أكثر من نصفه شباب لا يعرفون " تمجيدات" قبائلهم؛ والبقية منهم تسأل عن القبيلة ودورها وتطرح أسئلة الهوية والجهة والعنصر والعرق؟؟
منذ وصول غزواني السلطة لاحظنا ميلاد حكومة بوزراء من نظام الرئيس السابق : محمد ولد عبد العزيز ، واستغربنا ذلك لكن ظنناها إكراهات الحكم ورجال السياسة النافذين ، وقلنا سيتجاوز ذلك بعد ترتيب البيت الداخلي وسرعان ما جاء التعديل لبسخط الجميع وكأن موريتانيا ليس فيها إلا رجال الأنظمة السابقة ، وانتظرنا التعديلات القادمة وكانت ليست ببعيدة مثل سابقاتها ،
لكي يخرج العرب من عنق الزجاجة الذي حشرتهم فيه الإمبريالية العالمية ببيادقها الظاهرة، وكياناتها الخفية يجب عليهم أن يدركوا إدراكا عميقا وواعيا أن كل دولة عربية مهمة في حد ذاتها، وليس ثمة أفضلية لبعضها على بعض لا تاريخا ولا جغرافية ولا غيرهما .
كغيري من آلاف تكنوقراطيو موريتانيا والمئات من أصحاب الكفاءات الرفيعة المستوي الذين إختاروا المنافي والغربة موئلا يستقبل مواهبهم وإبداعاتهم وإبتكاراتهم وتحتضنها بحفاوة وترحاب وتقدير لافت، بعد أن وصل معظمنا إلي قناعة أن الحالة الموريتانية ميئوس منها جراء العقلية الإرتكاسية الموغلة في التخلف والإستكانة، الرافضة لأي تغيير نحو الأفضل، وقد حاول الكثيرون من
كتب وزير الخارجية الدكتور محمد سالم ولد مرزوگ على صفحته
تعج بعض الصفحات الألكترونية بأحاديث وتعليقات حول مواضيع خارج السياق الزمني ومتطلبات المرحلة الراهنة، وإذ يستعصي على المرء إيجاد مسوغات للحديث عن استحقاق انتخابي تفصلنا عن موعده أربع سنوات، وهي فترة تعادل مأمورية أكبر الديمقراطيات في العالم!
السادة أعلام الصحافة الموريتانية و الدولية، أرسل لكم من أجل النشر خطابي الذي منعتني السلطات الموريتانية من قراءته للجماهير التي استعدت لإستقبالي يوم 15 سبتمبر 2025 :