يصف مصطلح المرأة الحديدية "الإرادة القوية" للمرأة ، واشتهرت به أربع سيدات في العالم :
مارجريت ثاتش رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ، و انديرا غاندى رئيسة وزراء الهند السابقة، وسيدة العالم الأقوى انجيلا ميركل ، ليس هذا منكر من القول حين أصف الحاكم الجليلة معلام بهذا الوصف ، فهي إدارية شابة مثقفة وكاتبة مرموقة شقت طريق النجاح بجهودها وعصاميتها .
أعطت الجليلة في تسييرها وإدارتها للشأن العام نموذجا للمرأة القيادية التي تخدم بصمت ،رغم الظروف وتساهم في بناء مجتمعها ووطنها بإخلاص ومسؤولية .
منذ تعيينها حاكم لمقاطعة بتلميت نهاية سبتمبر من العام المنصرم ، حملت معها مشروعا طموحا وإرادة قوية غيرت بها واقع مدينة من أهم المدن في البلاد ، وحسنت من مظهرها العام .
رسمت خيوط الأمل من العقبات التي واجهتها ،وتمسكت بكل لحظة تفاؤل واجهتها وترجمت تلك المعاني لاجتهاد وعمل من أقل الأشياء.
حيث قامت بحملة نظافة شاملة على الأسواق وخصوصا السوق المركزي شريان الحياة في المدينة وتم نزع جميع الأعرشة والأكواخ العشوائية ، كما قامت بنقل سيارات الأجرة إلى مكان مخصص بعيد عن وسط السوق ليساهم ذالك في حل أزمة المرور وسط المدينة بشكل نهائي.
ولعل من أهم قرارت الحاكم الجديد وإنجازاتها الإنارة العمومية التي أصبحت على طول الشارع الرئيسي والشوارع الفرعية في المدينة ، حيث تراجعت معها عمليات السرقة وساهمت في تأمين ممتلكات المواطنين بشكل كبير ، بالإضافة إلى تعبيد شارع "بور" أكبر شوارع المدينة ليخفف بذالك عن عشرات الأسر التي كانت تعاني من وعورته وصعوبته بسبب الرمال .
ومن بين الإصلاحات التي شملتها قرارات الحاكم الجديد والذي كان حلما بعيد المنال هو نقل سوق المواشي وبعض المسالخ من وسط المدينة إلى طرفها .
ولعل من حظ ساكنة بتلميت أنه ومع تفشي الموجة الثانية من فيروس كورونا في بلادنا كان لحاكم المدينة وجود فعلي لفرض الإجراءات الاحترازية ومتابعة تطبيقها على جميع المستويات ، إغلاق السوق أمام حركة السيارت لتفادي الزحمة والاحتكاك ، متابعة إغلاق المساجد فترة تعليق الصلاة ، سريان حظر التجوال بشكل عام في المدينة ، مع الإشراف والحضور للعديد من الحملات والمبادرات التي أطلقتها مختلف الجهات والهيئات للتخفيف من آثار الجائحة.
فرضت الجليلة معلام خلال الأشهر القليلة التي وصلت فيها بتلميت نفسها كأول حاكم في تاريخ المدينة بعد "دياكلي" رحمه الله الذي تعلق به السكان كثيرا لتواضعه وقربه منهم ، يغير واقع المدينة ويحسن من صورتها نتيجة لحنكتها وقوة إرادتها والصرامة في القرارات وفرض تطبيقها ومتابعتها بعد ذالك وهذا جميعا في مايخدم المواطن والصالح العام.
قد يقول من قرأ هذه الأسطر أن هذه النقاط التي ذكرت أمور بسيطة لكن من يعرف المدينة و واقعها والصراعات المحلية يعرف أنها قامت بما عجز عنه أكثر من ثلاثين حاكما للمدينة.
وهنا استخلصت من شخصية الإدارية الشابة الحاكم الجليلة معلام أنها سيدة بألف رجل ،كل ما فيها يخبرك بأنها لا تستسلم بسهولة ، لا تقدّم تنازلات ولا اعتذارات ولا حتى مجاملات في مايخدم الصالح العام والمواطن ، شخصيتها قوية جداً بما يكفي لمواجهة كل ما من شأنه الوقوف في مشروعها الإصلاحي والنهضوي لمدينة بتلميت .
فحيث يوجد اليأس تجلب الجليلة الأمل، وحيث يوجد الظلم تكون صاحبة العدل وصوت الحق.
هنيئا لبتلميت إدارية شابة بكل هذه الخصال وهذه الإرادة والطموح .
عبدالله العتيق