تأتي الحكومة الثالثة لفخامة رئيس الجمهورية بعد خطابات متكررة اتسمت في أغلبها بنقد الواقع وعدم الرضى عن أداء الآلية المباشرة لتدبير شؤون الدولة؛ آلا وهي الحكومة وأذرعها الإدارية.
تقترب مأمورية رئيس الجمهورية من إكمال السنة الثالثة وذلك في شهر سبتمبر المقبل، وقد بدا جليا أن رئيس الجمهورية محبط وغاضب من أداء أعضاء حكومته والإدارة عموما حيث لم تنجز سوى الشعارات والعناوين الكبيرة والوعود البراقة، فيما يعاني المواطن من الجوع والفقر والمرض والإحباط وهو يشاهد أبناء النافذين والشركات الأجنبية يتقاسمون ثرواته في حين تتم تهدئة الاستياء
لقد كان خطاب رئيس الجمهورية الأخير هو رجوع إلى الذات الجمهورية حيث قيم الحق والعدالة والإنصاف والكرامة الإنسانية التي هي من صميم قيمنا وتراثنا
إن دعوة رئيس الجمهورية ستكون حدثا مهما في تاريخنا الحديث لأنها ستحرك المياه الراكدة والجمود الذي كانت تعرفه الإدارة الموريتانية للأسف
والصلاة والسلام على النبي العربي الكريم وعلى الآل والصحب.
وبعد،
فهذه أولى سلسلة مقالات عن وضعية الطيران المدني الوطني، كنت قد ضمنت كثيرا من موضوعاتها المثارة تاليا في تقرير مفصل يشخص وضعية القطاع وأرسلته قبل أشهر عدة إلى السلطات المعنية ولم يحظ، لبالغ الأسف، بالاهتمام المنشود.
حظي خطاب فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني يوم الخميس 24 مارس 2022 بقصر المؤتمرات باهتمام كبير من النخبة والمواطنين البسطاء نظرا للرسائل بالغة الدلالة التي عبر عنها فخامته بشكل واضح وصريح.
وقد شمل الخطاب حسب تحليلي الشخصي الرسائل التالية:
قال الأمين الدائم لحزب تكتل القوى الديمقراطية الإمام أحمد ولد محمدو إنه تنبغي الإشادة بخطاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الأخير "لما يمثله من قطيعة مع خطابات الرضا عن النفس والتطبيل، المشفوعة بشتى أنواع الإنجازات، التي ما فتئ يكررها أتباع الأنظمة المتلاحقة، بما في ذلك النظام الحالي"، حسب تعبيره.
منذ ثلاثة عقود من الزمن السلحفاتي الموريتاني المُقعد، لم يَعْلق بذهني أي خطاب رئاسي باستثناء اثنين أحدهما للمرحوم سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله عندما أعلن، سنة 2009، في "حفل" تنازله عن السلطة، أنه "غادر، كما جاء، بقلب خالٍ من كل كراهية تجاه أي أحد"، وأنْ "لا تثريب" اليوم على من أجاءوه إلى جذع النخلة دون مقدمات وأخرجوه من تحت ظلها دون مبرر وجيه.
ي سنة 2018، أحصت صحيفة واشنطن بوست 1900 كذبة للرئيس الأمريكي دونالد اترمب خلال العام الأول من مأموريته بمعدل 185 كذبة كل شهر. الأمر الذي استغله باراك أوبوما، داعما المرشح جو بايدن خلال الحملة الرئاسية الأخيرة، قائلا ان "الديمقراطية لا يمكن أن تنجح مع رئيس يكذب".