بن بيه يجيز تهنئة غير المسلمين بالأعياد

أربعاء, 26/12/2018 - 20:51

أجاز العلامة عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ومناسباتهم، لما في ذلك من المصلحة، حيث أجاز معاليه تهنئتهم وتعزيتهم وعيادة مرضاهم، مستدلاً على ذلك بما ورد في الكتاب والسنة، وهي الفتوى التي تتوافق مع ما اختاره الشيخ تقي الدين ابن تيمية في آرائه المشهورة، وليس ما تحمله بعض الكتب.

جاء ذلك رداً على فتوى حول جواز تهنئة غير المسلمين المسالمين والذين لا يقاتلونهم في دينهم ولم يخرجونهم من ديارهم، وذلك في أعيادهم ومناسباتهم وتعزيتهم في أتراحهم ومآسيهم، وجاء رد فضيلته بالإجازة على الموقع الرسمي لفضيلته، ومعلقاً على فتوى من المركز الإسلامي الأوروبي.

وأوضح معاليه، أنه قد يكون من المناسب أن نضيف هنا أن تهنئة غير المسلمين مختلف فيها بين العلماء، وفي مذهب الإمام أحمد ثلاث روايات بالمنع والكراهة والجواز، وهذه الرواية الأخيرة هي اختيار الشيخ تقي الدين ابن تيمية، لما في ذلك من المصلحة، وهي التي نختارها فتجوز تهنئتهم وتعزيتهم وعيادة مرضاهم. ودللت الفتوى في بيان موقف المسلم من هؤلاء بأن القرآن الكريم وضع دستور العلاقة بين المسلمين وغيرهم في آيتين، في سورة الممتحنة، ونزلت في شأن المشركين الوثنيين، فقال تعالى: «لا يَنْهَـكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَـتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَـرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَـكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَـتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَـرِكُمْ وَظَـهَرُواْ عَلَى إِخْرَجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّـلِمُونَ” [الممتحنة: 8-9]. ففرقت الآيتان بين المسالمين للمسلمين والمحاربين لهم.

وأشارت الفتوى إلى أن القرآن أجاز مؤاكلتهم ومصاهرتهم، كما جاء في سورة المائدة: “الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَـتُ...».

كما استدلت فتوى الجواز فيما جاء بالسنة المطهرة: «وقد روى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها – أنها جاءت إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، إن أمي قدمت علي وهي مشركة، وهي راغبة (أي في صلتها والإهداء إليها) أفأصلها؟ قال: «صلي أمك»