في الوقت الذي يجب أن تتجه فيه البلاد نحو تنظيم انتخابات رئاسية توافقية حرة وشفافة تكرس التناوب السلمي والديمقراطي على السلطة في نهاية آخر مأمورية يسمح بها الدستور لرئيس الدولة الحالي، وفي الوقت الذي يجب أن يعمل فيه الجميع على خلق مناخ سياسي يعيد الثقة بين الفرقاء السياسيين لتهيئة هذا الاستحقاق المفصلي بالنسبة لمستقبل البلد في ظروف مرضية، وبعد أن صرح رئيس الدولة نفسه مرارا بعدم ترشحه لمأمورية ثالثة مؤكدا أن الحديث عنها يشكل تهديدا لاستقرار البلد ستتصدى له الدولة بكل قوة، يطالعنا النظام بتحريك وتنظيم وتشجيع "مبادرات" تدعو إلى خرق الدستور، يقودها أساطين السلطة، وتحشد لها الجموع من كل ولايات الوطن، ويفتح لها قصر المؤتمرات، وتغطيها وتروج لها وسائل الإعلام العمومية.
إن هذه التصرفات، التي يجرمها القانون وتمجها الأخلاق، تعبر بوضوح عن عقلية رأس النظام الحالي، الذي ظل يعتبر البلد غنيمة يتصرف فيها على هواه وحسب إرادته. إنها تشكل محاولة لاستمرار حقبة مظلمة من تاريخ هذا البلد، تميزت بنهب خيراته وتضاعف مديونيته والالتفاف على إرادة شعبه واحتقاره وإفقاره وطحنه بغلاء الأسعار والضرائب وسوء الخدمات الصحية والتعليمية، والتغول والثراء الفاحش لرأس النظام وحاشيته.
إن تنظيم هذه "المبادرات" في هذا الظرف بالذات لا يشكل انقلابا صريحا على الشرعية فحسب، بل يشكل كذلك تهديدا مباشرا للاستقرار، وجرا للبلاد نحو المجهول، وتحديا لمشاعر وطموحات الأغلبية الساحقة من الموريتانيين الذين يتطلعون إلى بناء دولة المؤسسات والديمقراطية والعدل والمواطنة.
إن التحالف الانتخابي للمعارضة الديمقراطية:
- يرفض بقوة وحزم الانقلاب على الشرعية، ويحمل رأس النظام الحالي مسؤولية ما قد ينجم عنه من فتن وقلاقل عصفت ببلدان قادها إصرار قادتها على التمسك بالسلطة إلى الخراب والدمار.
- يدعو إلى الوقف الفوري للتظاهرات الهزلية لما تمثله من انحراف خطير في مسار البلد، وما تحمله من دعوات التفرقة وإذكاء للجهوية والقبلية والخصوصيات المدمرة، ويضع كل من يساهمون في تنظيمها أمام مسؤولياتهم التاريخية وما يترتب عليها من ضلوع في المساس بمصالح الوطن والشعب، وترسيخ عادات التزلف والتملق ومقايضة المصالح الشخصية الضيقة بالمصالح الوطنية السامية.
- يعلن إرادته القوية في التصدي بكل الوسائل لمحاولة الانقلاب على الشرعية الدستورية والعمل بحزم على إفشالها.
- يوجه نداء حارا إلى كافة القوى الوطنية وإلى كافة أطياف الشعب الموريتاني، وإلى كل الغيورين على مصالح البلد ومستقبله، إلى الوقوف صفا واحدا في وجه هذا المنزلق الخطير الذي يحاول رأس النظام الحالي أن يجر نحوه البلد من أجل الاستمرار في التحكم في مصير البلاد والعباد.
نواكشوط، 23 ديسمبر 2018
التحالف الانتخابي للمعارضة الديمقراطية