إلى عزيزي الشيخ باي (برقية عاجلة)...

أربعاء, 13/07/2016 - 17:37

أعرف أنك ستقول "أوف...متى سأتخلص يا ربي من هذا العجوز الثرثار الفاضي"، أبشر يا عزيزي، فأنا هذه المرة لن أملأ رأسك بواحدة من تلك القصص التي تقول زوجتي، سامحها الله، إنها سبب خيبتي.
أنا أكاتبك فقط، لأني نسيت أن أسألك في المرة الماضية عن فردة حذائك، هل ما زلت تحتفظ بها؟ أرجوك لا تفرط فيها فهي رأس المال المتبقي لك، من يدري ربما تبيعها ذات زمن آخر في مزاد علني وتدر عليك مالا كثيرا، طبعا أنا لا أتحدث عن الفردة التي رميت بها معاليه، فأنا أعرف أنها معهم وهل هناك من يفرط في سلاح "الجريمة"؟!
بصراحة ودون لف أو دوران، موقفك يا عزيزي ضعيف جدا، حرام عليك يا شيخ لقد فضحتنا وطأطأت رؤوسنا، ألم تجد غير حذاء صيني من تلك النوعية الرخيصة التي تباع على "بسطات أكلينك"؟ هل أصبت بالجنون؟
كان عليك أن تفهم أنك لم تكن ذاهبا لترمي.....أعزك الله!، بل كنت سترمي وزيرا بشحمه ولحمه، كان يجب أن تختار حذاء إيطاليا أو فرنسيا أو إسبانيا أو ألمانيا أو على الأقل يا أخي حذاء تركيا...حذاء صيني!! ما هذا المستوى المتدني والهابط من النضال يا عزيزي!!!
الب
المهم لا تفرط في فردة الحذاء المتبقية لديك فقد تبيعها يوما في صالة كريستي في لندن أو نيويورك أو باريس أو جنيف أو دبي وتصبح ثريا وتتخلى عن هذا الطيش الذي تسمونه نضالا، أعرف أنك ستضحك حتى السعال ولكن ألم تسمع، أطال الله عمرك، بقصة ذلك الفنان الذي مات وهو لا يملك ثمن علبة الدواء ولوحاته تباع اليوم بملايين الدولارات وفي كريستي هذه بالذات.
المال هو كل شيء في هذه الدنيا يا عزيزي، دعك من النضال واشغل وقتك في جمع المال وابدأ ببيع فردة الحذاء، هناك أغبياء كثر يموتون في هذه الأشياء سيتنافسون على شرائها، فليس كل العالم مثلنا يفكر في بطنه فقط.
صدقني الذي قال إن المال لا يجلب السعادة، هو كاتب مسرحي بائس وتعيس، انتهى به العمر متسولا في مترو باريس أو نيويورك لم أعد أذكر نهاية ذلك الأحمق.
أعتذر إن كنت قد أطلت عليك وقطعت حبل أفكارك، لا شك أنك تفكر هذه الأيام في قصة منطقية ترويها لهم حتى يطلقوا سراحك ولكن كان لا بد أن أكاتبك، ثم أرجوك لا تركز لي كثيرا على المنطق، قل لهم أي كلام والسلام، المنطق هو آخر اهتماماتنا هنا، لقد حولناه إلى علف نطعمه حيواناتنا.
ألم ياتيك نبأ ذلك السياسي فينا، الذي قال لرئيس سابق لنا وهو يقدم له المصحف الشريف: "أرجو يا سيدي أن تقبلوا مني هذه الهدية المتواضعة".
مع أنه والله لو كان الأمر بيدنا، لقدمنا لهم جميعا تذاكر ذهاب دون عودة إلى جزر "الواق واق".
مع تحياتي.
البشير عبد الرزاق