رغم التشدق بالإنجازات مرضى القلب الموريتانيين يعيشون مأساة حقيقية

خميس, 26/05/2016 - 10:17

 اثناء زيارة سريعة لمركزالقلب والقسطرة في مشفى زايد رفقة أحدهم أصبت بصدمة بالغة وحزن عميق !! المئات من المرضى و الحالات الحرجة لإنسدادت شديدة في شرايين القلب وذبحات صدرية يقفون في طوابير ويفترشون الأرضية الرطبة والباردة في إنتظار أدوارهم ! وعندما سألت مرافقة أحد الشيوخ المرضى وهي شابة صغيرة لماذا لاتذهبون إلى مشفى الأمراض القلبية في صباح !؟ إستطردت : قدمنا إليه أولا بعد تدهور سريع في صحة الوالد وهو الذي رفعنا بعد إسعاف أولي وقام بإرسالنا في سيارة إسعاف لمشفى زايد لأن "طب صباح " لايتوفر على مركز للقسطرة !!؟ قلت كيف ذالك وهو المشفى الرئيسي لأمراض القلب في العاصمة !؟ اجابني شاب كان بستمع للمحادثة ويقف غير بعيد -قادم فيمايبدو مع والدته ويظهر انهم اسرة ميسورة الحال- أجابني قائلا : في جميع موريتانيا لايوجد سوى مركز وحيد للقسطرة ويقع هنا في "طب زايد" نحن كنا في عيادة الشفاء الخاصة وبعثتنا البارحة كذالك في سيارة إسعاف إلى هنا بعد إعطائهم للوالد مجموعة مسكنات ومازلنا ننتظر كما ترى ننتظر دورنا !! تجولت بين بعض المرضى وكانت هناك فتات تسند والدتها او جدتها ويبدوا من حالهم انهم قادمون من الريف اوضواحي العاصمة ، سلمت عليها وسالتها :هل تعالجتم ؟، اجابت بمرارة: الم تشاهد الطوابير ونحن مازلنا ننتظر ايضا إكمال الإجرءات وذكرت شيئا عن" البلدية" وإكمال اوراق لتخفيض التكلفة (ولم افهم لحد الساعة علاقته بعلاج المرضى) قبل أن تضيف بحسر و القسطرة تكلف 400 الف اوقية-بعد التخفيض- و لم يكتمل عندنا المبلغ لحد الساعة أ!! تنهدت بعمق واطلقت زفرة حارة قبل ان يضيف مرافقي الذي فهم سبب زفرتي الحمد الله انك لم تستكشف جناح الجراحة هنا في" طب زايد" حيث المأساة الحقيقية للمئات الذين ينتظرون إجراء عمليات جراحية لهم منذ أشهر وكل يوم هناك تأجيل وتأخير إما بسبب عطل في احد الأجهزة او إعتذارا الجراح بسبب السفر او المرض او.الزواج او العزاء .... الخ -المرضى البسطاء الفقراء محتقرون- اوعدم جهوزية قاعة العمليات كأوجه الإعتذارات وهكذا.... وفي هذه المماطلات تنتقل بعض الحالات إلى جوار ربها ويسعف الحظ حالات أخرى بالبقاء حية حتى تحدث المعجزة ويأتي الجراح وتجهز غرفة العمليات ! شعرت بالمرارة وبغصة في الحلق وبثقل في اقدام ! ولم تلبث ان تجمعت دمعة في عيني اليسرى اشحت بوجهي عن مرافقي وأنا أقاوم بصعوبة نزولها على خدي الأيسر ! ثم لم يلبث ان تحول حزني إلى غضب عارم وثقل في الصدر وضيق في النفس وأنا أتذكر ذنوب متملقي النظام في الفضاء الإفتراضي وعيناي تشاهدان معاناة ومأساة أبناء وطني الذي لاحول لهم ولاقوة يقتلهم المرض والإنتظاروالإهمال ببطئ . لتذكير أمراض القلب والشرايين تشكل الثانية في الإسراع بعلاجها فرقا بين الحياة والموت ، ايعقل ان يكون في موريتانيا بأكملها مركز واحد للقسطرة وان عمليات القلب المفتوح لاتجرى إلا إذاكانت هناك بعثة أجنبية !؟ تجد بإنتظارها غالبا مايقارب الف اوالألفي مريض ! ؟مما يجعلها تحت ضغط هائل يمنعها من إتقان عملها الدقيق والخطير بالشكل المطلوب والمهني !؟ وفي حالة عدم وجودها وعدم إمتلاك المواطن مايخوله لسفر للخارج أتعرفون ماذا يحدث !؟ سأخبركم: يبقى المواطن الفقير الصابر يذرف دموعه في صمت حبيسا لإنتظار البعثة او قدره المحتوم ا هذه هي موريتانيا "البناء والإزدهار " بدون رتوش أومساحيق ! والتي جعلتني اشيح بوجهي حتى لا يشاهد جميع من في المشفى دموعي ! ماأكثر ذنوبكم يامن ترتزقون بالتزلف والنفاق على حساب معناة ومآسي الضعاف والمرضى من شعبكم ! كفكفوا دموعكم ما أعظم ذنوبكم !
#مدونون_مع_الشعب