أشخاص أفلتوا من مواقف ربما استدعت فصلهم من العمل

سبت, 09/04/2016 - 01:31

هناك أخطاء يمكنك أن تقع فيها وتنجو من عواقبها في أماكن العمل، وهي أخطاء مثيرة للدهشة حقا. فالإحباط الذي يصيبك بسبب قرارات إدارية مثيرة للغضب، أو العمل لنحو 60 ساعة أسبوعيا، أو غيرها من الأمور، قد تدفعك إلى الدخول في نقاش حاد ومثير مع رؤوسائك في العمل. لكن ما هي عواقب ذلك؟
ذهبنا لموقع "كورا" للأسئلة والأجوبة للتعرف على بعض الأشياء المثيرة للدهشة التي قالها موظفون لمديريهم وأفلتوا من الفصل من العمل.
الصراع الطبقي
حتى الجيش نفسه لا يبدو أنه صارم جدا. فعندما كان دارين تروميتر جنديا في الجيش وهو لا يزال في الثامنة عشرة من عمره، كان يعمل سائقا في وحدته العسكرية. وكتب تروميتر: "كنا في مهمة تدريبية 'في الميدان'".
وأضاف: "كنت أقود سيارة تقل قائد الوحدة العسكرية، وثلاثة رقباء آخرين، وكانوا يجلسون في المقعد الخلفي. وكان قائد الوحدة في مزاج جيد، وقال لي 'تروميتر، أليس من العجيب حقا أن تدفع لك الحكومة مبلغا كبيرا من المال بينما كل ما عليك القيام به هو قيادة سيارة جيب فقط'".
وكان رد تروميتر هو: "نعم، لكن العجيب أيضا هو أنهم يدفعون لك الكثير من المال كذلك، بينما كل ما عليك فعله فقط هو أن تجلس هناك (في هذه السيارة). فظل جميع الرقباء في السيارة يضحكون لساعات".
أخبرنا ماذا تعتقد بالفعل
عندما عبر سكوت دنلاب عن نفسه بوضوح، كان ذلك مفيدا بالنسبة له. كان دنلاب الذي يعمل في شركة لحلول الإنترنت، يعمل لدى مدير يميل إلى بيع برامج للعملاء قبل أن تكون جاهزة بوقت كاف، والتي كانت تتطلب جهدا تفوق طاقة فريق العمل، لكنه كان يعتقد أنه يهدف بذلك إلى بناء ذلك الفريق بشكل قوي.
وفي أحد الأيام، طلب منه مديره في العمل أن ينفذ مشروعا ما، وكتب دنلاب يقول إنه رد على ذلك بأن تلك المهمة مستحيلة.

ورد رئيسه قائلا: "ربما لم تسمعني جيدا... أخبرتك أن تنفذه وحسب". فرد دنلاب بحدة قائلا: "أنا أتفهم أنك تضع لنا سقفا عاليا جدا، لكن هذا ضربا من الجنون. في الواقع، أنت رجل مجنون. أنت نرجسي، ومراهق، وفظ، ومتآمر، ومتحيز ضد النساء، وتفتقر إلى أي حدود أخلاقية على الإطلاق. كما أنك تعتبر هذا الخليط من الصفات نمطا مميزا للقيادة بالنسبة لك".
فمكا كان من رئيسه إلا أن رد ببساطة قائلا "لقد نسيت شيئا آخر يا دنلاب، وهو أنني غني أيضا"، ثم انصرف لحضور اجتماع آخر مع ابتسامه بدت على وجهه.
الحقيقة المرة
يصف بيتر كينيث، الذي أصبح الآن الرئيس التنفيذي لشركة "ريزولوشن" التي تعمل في مجال التأمينات في شرقي إفريقيا، اجتماعا لمناقشة تراجع الشركة التي كان يعمل بها مع المدير التنفيذي لها، عندما كان كينيث لا يزال موظفا في منصب متوسط.
وكتب كينيث يقول: "في إحدى الجلسات، أعطانا المدير التنفيذي للشركة أرقاما تظهر أننا منينا بخسائر للعام الثالث على التوالي، وكالمعتاد، لم أسمع أي خطة أو استراتيجية واضحة بشأن كيفية مواجهة ذلك".
ويستذكر كينيث تلك الجلسة، ويقول إنه لا يزال غير قادر على معرفة السبب الذي دعاه لرفع يده ومقاطعة حديث الرئيس التنفيذي للشركة ليقول له: "إن رئيسا تنفيذيا يقف أمام موظفيه للعام الثالث على التوالي [بمثل هذه النتائج] ينبغي عليه أن يحمل خطاب استقالته في يده".
ثم ساد صمت مطبق غرفة الاجتماعات، كما كتب كينيث، فما كان من المدير المباشر لكينيث إلا أن طلب فترة استراحة لتناول الشاي.
وفي النهاية، عاد كينيث وفريق العمل إلى مقر الشركة، ولم يفصل منها، لكنه تركها بعد فترة.
وكتب كينيث يقول: "لا أزال أسأل نفسي اليوم كيف يمكنني أن أتعامل مع موظف صغير إذا قال لي نفس الكلمات. ويدفعني هذا أيضا إلى أن أتجنب أن أكون في مثل هذا الموقف مطلقا".

وليست هذه المواقف مرتبطة بعمل الموظفين داخل المكاتب. فقد مرت عازفة التشيلو، يوفون كاروثرز، بموقف مختلف عندما كانت تخوض اختبارا لشغل وظيفة في فرقة موسيقية للأوكسترا. فعندما خاضت مراحل الاختبار المختلفة، طلب منها قائد الفرقة الموسيقية في المرحلة الأخيرة أن يكون أداؤها على آلة التشيللو بوتيرة مختلفة.
وكتبت كاروثرز تقول: "يبدو لي في حالتي هذه أن الإيقاع (الجديد) الذي طلبه مني هو نفس الإيقاع الذي كنت أؤديه بالفعل. لقد عزفته مرة أخرى، وأخرى، ثم طلب مني أن أؤدي بإيقاع أبطأ، وهو ما كان يبدو لي نفس الإيقاع الذي أعزفه".
في نهاية المطاف، أعلن قائد الفرقة عن فوزي بالوظيفة، لكنه حذر من أن ذلك قد لا يفيدني كثيرا، مما أثار غضبي. فكان ردي هو: "لا يمكنني أن أضمن أنه بعد أسبوعين سوف تكون لدي رغبة في أن أعمل معك أيضا".
وأضافت كاروثرز: "لم يكن ذلك أمرا ذكيا بالتأكيد، لكنني شعرت بأنني لا زلت صغيرة، وأحيانا متعجلة أيضا".
انضمت كاروثرز إلى الفريق الموسيقي الجديد، وقد استدعاها قائد الفرقة ليقول لها إنه سعيد جدا بطريقة عزفها. لكن بعد ذلك بأسابيع قليلة، تركت الفرقة الموسيقية بعد أن فازت بوظيفة أخرى في فريق السيمفونية الوطنية في واشنطن.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Capital.