صحيفة: تأخر رواتب عمال ENER يعصف بالشركة وينذر بأزمة قريبة …

خميس, 21/01/2016 - 12:24

حين يذهب بعض الباحثين إلى تعريف الراتب بأنه الأجر الأساسي مضافاً إليه سائر الزيادات المستحقة الأخرى التي تتقرر للعامل مقابل جهد بذله في العمل , أو مخاطر يتعرض لها في أداء عمله, أو التي تتقرر للعامل لقاء العمل بموجب عقد عمل أو لائحة تنظيم العمل.
تذهب المؤسسة الوطنية لصيانة الطرق ENER والتي أنشئت بموجب المرسوم رقم 94/097 الصادر بتاريخ 23 أكتوبر 1994 حيث بدأت أشغالها بعمليات إزاحة الرمال عن الطرق , وبعد وصول ولد عبد العزيز لسدة الحكم أصبحت إحدى أهم مؤسسات بناء وصيانة الطرق في البلد إلى تعريفات أخرى مخلة بالنظم والقوانين المعمول فمؤسسة حكومية في بلد يمتلك من الثروات ما يجعله في مصاف الدول الحديثة تعجز عن تسديد رواتب عمالها لمدة شهرين أو أكثر ودون شرح للأسباب والتي لن تقنع أي أحد أحرى عمال المؤسسة الذين هم أدرى بخفاياها وما لها وما عليها.
حيث كشفت مصادر لصحيفة صوت العمال أن عمال المؤسسة الوطنية لصيانة الطرق ENER والمملوكة من طرف الدولة لم يتقاضوا رواتبهم منذ دجمبر بالنسبة للعمال الرسميين , في حين أن العمال غير الرسميين لم يتقاضوا أي راتب منذ شهر نوفمبر من العام 2015 المنصرم.
وأرجعت المصادر هذا التأخر إلى العجز المادي الذي يهدد الشركة بالإفلاس بالرغم من أنها تولت في السنوات الأخيرة تشييد عدة مشاريع طرقية وصيانة أخرى.
في حين أكدت مصادر إعلامية محلية أن المؤسسة تعاني من مشاكل مالية بسبب ارتفاع حجم مديونيتها، وفق ما أكدته مصادرها الخاصة.
وقالت هذه المصادر إن المؤسسة التي تولت في السنوات الأخيرة تشييد عدة مشاريع طرقية وصيانة أخرى، "تعاني من عجز مادي يهددها بالإفلاس"، وفق تعبير أحد المصادر.
وأضافت نفس المصادر أن حجم مديونية المؤسسة لصالح البنوك الموريتانية وصل إلى أكثر من 2 مليار أوقية.
ولفت مصدر خاص إلى إن الشركة المتخصصة في إنشاء وإصلاح الطرق، تأخرت في إكمال عدد من المشاريع تتولى الإشراف عليها، من ضمنها المقطع القصير الموصل إلى بوابة مستشفى الصداقة بنواكشوط الذي تأخرت فيه لسبعة أشهر.
ولم تخفي التقارير الصحفية في العام المنصرم والذي أعتبر أسوء عام في تاريخ المؤسسة والتي كشفت عن مديونية المؤسسة وقرب إفلاسها وتأخر رواتب العمال والعجز في إكمال بعض المشاريع العملاقة المسندة إليها إلى جانب مماطلتها للممونين الذي زودوا هذه المؤسسة بكامل الحاجيات الضرورية في عملها دون أن تفي بالتزاماتها اتجاه هؤلاء الممونين والذين يملكون كامل الوثائق التي تثبت أحقية تسديد فواتيرهم في الآجال الضرورية.
في حين أضاف التقرير الذي أعده موقع "الصباح" أن الإدارة أصبحت تتهرب من تسديد هذه المستحقات بحجة أن هناك أوامر عليا لعدم الوفاء بهذه الالتزامات استعدادا لموعد انهيار المؤسسة و تصفيتها على حد قول المصدر وهو ما سبب قلقا كبيرا داخل هذه المؤسسة وتسرب هذا القلق إلى عمالها
الذين يطالبون رئيس الجمهورية بالتدخل لوقف الانهيار الذي يتهدد هذه المؤسسة الوطنية وإنصافهم هم باعتبارهم عمالا موريتانيين تتهرب الإدارة التي يتبعون لها حتى من استقبالهم والاستماع إلى مشاكلهم ومطالبهم المشروعة.
من خلال دفع رواتبهم  دون تأخير وفي سن علاوات تتناسب والمجهود الذي يقومون به.
وبهذا الخصوص يرى بعض المراقبين أن الفاعلين داخل ENER يعيشون على الأعمال والتمويلات السابقة التي قامت بها الإدارة السابقة ، حيث ينعمون بما تركت دون إضافة أي زيادة على الدروب المطروقة قبلهم.
والدليل على ذلك هو ضعف الأعمال التي قام بها الطاقم الحالي في المهام التي أسندت إليهم في صيانة وتشييد الطرق الحضرية في العاصمة نواكشوط وبعض المدن الداخلية في برنامج طموح للحكومة والعجز الحاصل في هذه الظرفية والذي أدى إلى تأخر رواتب العمال.
حيث لوحظ تهالك اغلب الطرق التي قامت بها المؤسسة في أواخر 2015 وكمثال على ذلك طريق منعرج "كرفور تنسويلم الذي يشهد منذ عدة أشهر تقعرات قد تتسبب في تخريب المنعرج عن آخره".
فهل يقف رئيس الجمهورية على وضعية هذه المؤسسة فآخر زيارة أداها كانت في 03 أغسطس 2015 ضمن زيارة التفقد والإطلاع فهل يطلع ولد عبد العزيز على وضعية هذه المؤسسة وينقذها من الوضع الراهن وينقذ مئات العمال الذين يعانون من هذه الوضعية والتي تنذر بأزمة عمالية قريبة , أم أن إدارة المؤسسة ستتدارك الموقف وتسدد الرواتب وتخرج المؤسسة من هذا العجز المادي.
صحيفة صوت العمال العدد 429 الصادر بتاريخ الخميس 21/01/2016