حتى لا نُضَيِّع فرصة 2019 (9) / محمد الأمين ولد الفاضل

سبت, 20/10/2018 - 18:44

سيتم تخصيص هذه الحلقة التاسعة من سلسلة "حتى لا نُضَيِّع فرصة 2019" لنص الكلمة الأولى المنشورة على صفحة وموقع منصة 2019.

الكلمة الأولى

حسب الآجال الدستورية فإنه من المفترض أن يتم تنظيم انتخابات رئاسية حاسمة في االنصف الثاني من شهر يونيو 2019، وبدخولنا في الثلث الأخير من العام 2018 نكون قد دخلنا في فترة زمنية حرجة وبالغة الدقة تفرض علينا كطامحين لتغيير حقيقي في هذه البلاد أن نبدأ ومن الآن في التحضير الجيد لتلك الانتخابات، ونعترف هنا بأننا قد تأخرنا كثيرا في إعلان البدء في التحضير الجيد لاستحقاقات 2019.
لقد دخلنا مع الثلث الأخير من العام 2018 في فاصلة زمنية حاسمة هي التي ستحدد اتجاه البوصلة خلال السنوات وربما العقود القادمة، فهذه الفاصلة الزمنية القصيرة إما أن تشكل فترة تحضير جيد وفعال للانتخابات الرئاسية القادمة، فتشكل بذلك نقطة انطلاق لمسار ديمقراطي حقيقي، ولبناء دولة العدل والمؤسسات، وإما أن تتحول إلى خيبة أمل جديدة، ويمكنها ـ في هذه الحالة وهذا هو الأخطر ـ أن تلتهم المكاسب الديمقراطية الهزيلة التي حققها الموريتانيون بشق الأنفس خلال العقدين الماضيين، وخاصة ما يتعلق منها بطبيعة النظام السياسي، وبتحديد وتحصين المأموريات الرئاسية.
إن هذه الفاصلة الزمنية القصيرة ستضعنا أمام واحد من احتمالين، فإما أن نجعل منها مناسبة لبعث الحياة في ديمقراطيتنا الميتة سريريا، وإما أن نجعل منها مناسبة للإعلان عن الموت الفعلي لهذه الديمقراطية والسير بالتالي في جنازتها، ويبقى الخيار بأيدينا، وعلينا أن نختار من الآن، وعلينا أن نعلم بأن التأخر في حسم الخيار هو خيار في حد ذاته، وهو يعني بأننا قد اخترنا الخيار الأول، أي المشاركة في وأد الديمقراطية والسير من بعد ذلك في جنازتها.
أما إذا ما قررنا أن نعتمد الخيار الثاني، خيار صناعة التغيير وفرضه، فإنه علينا في هذه الحالة أن نعلم بأن السير في هذا الخيار يتطلب الكثير من الإيجابية والحيوية مع القدرة على إعداد الخطط، وإطلاق المبادرات في الوقت المناسب، وهذا هو بالضبط ما دفعنا في هذا المشروع الطموح لأن نطلق هذه المنصة الالكترونية في هذا التوقيت بالذات، وذلك من أجل أن تشكل ملتقى لتبادل الأفكار ولتنسيق الأنشطة بين كل القوى الطامحة إلى التغيير في موريتانيا. إنها منصة نريدها أن تكون ملتقى لكل الأحزاب السياسية والحركات الشبابية والشخصيات الوطنية والنشطاء الشباب الطامحين إلى التغيير، ودون أن ننسى الموريتانيين في الخارج، والذين يعول عليهم كثيرا في هذا المشروع الذي سيعمل على فرض التناوب السلمي على السلطة في منتصف العام 2019.
ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف فقد قررنا في هذا المشروع :

1 ـ أن نطلق أول ملتقى الكتروني لعرض كل الأفكار والمبادرات والأنشطة الهادفة إلى فرض التناوب السلمي على السلطة في منتصف العام 2019 مع العمل على تطوير الأفكار المعروضة وتنسيق الأنشطة والجهود المبذولة مع مختلف القوى الطامحة إلى التغيير، وذلك من أجل الوصول إلى فعالية أكبر.

2 ـ أن نفتح المجال أمام كل الطامحين إلى التغيير للمساهمة في صياغة برنامج المرشح الرئاسي التوافقي، وفي تحديد الصفات المطلوبة في ذلك المرشح، والمشاركة في مرحلة لاحقة في فرز اسمه من بين كل الأسماء التي سيتم اقتراحها.

3 ـ أن نعمل على تشكيل إطار يعمل على تنسيق جهود كل القوى التي تعمل من أجل فرض التناوب السلمي في موريتانيا في العام 2019، وسيكون هذا الإطار مفتوحا أمام النشطاء الشباب والأطر الفاعلين والموريتانيين في الخارج الراغبين في المساهمة في تشكيل هذا الإطار وفي تفعيله.

هذا هو مشروعنا الذي نتقدم به إلى كل الموريتانيين الذين يقدرون أهمية اللحظة وحساسيتها..إلى كل الموريتانيين الإيجابيين الذين لا يرضون بالبقاء متفرجين في اللحظات الوطنية الحاسمة، أما بالنسبة لأولئك السلبيين من أبناء هذا الوطن، والذين يرضون بالتفرج، أو يكتفون في أحسن الأحوال بندب سوء الحظ وبالتذمر من الواقع الذي لا يعقبه أي فعل إيجابي لتغييره، أما بالنسبة لؤلئك فإننا نقول لهم وبصريح العبارة بأنه لا مكان لهم في هذا المشروع الطموح.
هذا المشروع خاص فقط بالموريتانيين الإيجابيين الذين يمتلكون روح المبادرة، والذين هم على استعداد لابتداع أساليب نضالية ذكية وفعالة من أجل صنع التغيير في هذه البلاد المتعطشة إلى التغيير.

 

حفظ الله موريتانيا...