صناعة الأنساب

أحد, 11/09/2022 - 13:13

استغرب الشيخ موسي كمرا رحمه الله ايام مقامه عند اهل الخيام في مطلع القرن الماضي نوعا من الإفراط لدي الزوايا في ذكر أصولهم العربية و إجماعهم علي الانتساب في الغالب الي خير الوري عليه افضل الصلاة والسلام او الي الصحابة رضوان الله عليهم بل تعصبهم احيانا في الدفاع عن الأنساب مع علمهم و تعليمهم طبقا لما ورد في الذكر الحكيم بان اكرمكم عند الله اتقاكم. او كما جاء في الحديث : الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي علي أعجمي الا بالتقوي .. و قد يذهب بهم التعصب في بعض الحالات كما قال الشنافي رحمه الله الي ان يعطوا في دفاعهم عن الأنساب الانطباع انهم نسوا ان السلالة البشرية كلها تنتمي الي ادم وحواء ..
و لا شك ان النظر في تاريخ عروبة اهل الخيام بصفة عامة يشير الي ان الهجرة الجماعية العربية التي لا جدال فيها تمثلت في قدوم عرب المعقل الي هذه الربوع و صحيح ان جل قدماء المؤرخين العرب يقرون بعروبة مجموعة صنهاجة التي لم يعارض انتسابها الي قبيلة حمير اليمنية الا ابن خلدون و ابن حزم لأسباب يرجعها البعض لخلافات شخصية بينهما و بين أفراد من صنهاجة .. كما انه من مسببات قطع اللسان في الموضوع ما ورد في الأبيات الشهيرة التي صارت حجة في عروبة الزوايا بفصاحة اللسان ..
و من المحتمل جدا ان يكون بعض الأنساب التي تحدث عنها الشيخ كمرا بنيت علي وجود شخص ينتسب الي الشرف او الي الصحبة المرضية او الي القرون الزكية في هرم الشجرة كجامع او كمرجعية لتجمع قد لا تربطه ضرورة علاقة النسب ... و لكنه ايضا من الغريب 
جدا ان يغيب ذكر تلك الشخصيات المرموقة في عمود النسب الذي يعد صاحبه احمد البدوي رحمه الله من اكبر عارفي ومتتبعي انساب العرب ان لم يكن اكبرهم .. 
و يبقي التساؤل وجيها عن الظروف التي نشات فيها صناعة الأنساب قبل ان تنتشر المتاجرة بها فمعلوم ان التصنيفات المعروفة التي لفتت انتباه المؤرخين في مجال الأنساب بهذه الربوع تعود الي القرنين السابع والثامن عشر مع الركًادي التواتي. ثم والد بن خالنا .. فما الذي حدث بالضبط حتي عم غرس شجرات النسب في زوايا الصحراء الكبري ؟ 
و مع ان الناس مصدقون في أنسابهم كما ورد في الحديث الشريف فان ضرورة الورع تملي واجب التحفظ في الانتساب المبهم كقول العم والوالد محمد ولد محمد سالم رحمه الله بنهاية شجرة نسبه لإبراهيم الأموي " و ابراهيم هذا يقال والله اعلم انه من ذرية عمر بن العزيز " و يحضرني في السياق أنني عرًجت ذات مرة مع جماعة من الاصدقاء الي مدفن " أحسي السعادة" بغية زيارة الصالحين هنالك فوجدنا العبد الصالح الولي ولد محمودن امده الصمد واقفا علي قبر جده الفاضل فلفت انتباهي وضع نسبين مختلفين علي الضريح اولهما يقود الي ابي بكر الصديق و ثانيهما الي دون ذلك فسألته عن العلة في وضع النسبين فأجابني بظرافته المعهوده. : اما الثاني هو ال اتكًول الناس ....و اما الأول ال هو ال نبغي ءان ..
و كتبه  العبد  الفقير الي رحمة ربه  الجليل  عبد  القادر  بن  محمد بن  احمدو  بن  محمد  سالم  المجلسي   تيب  عليه ,,,,

عبد القادر ولد محمد 

محمد