العلم واللغة .. رفيقا معهد بوتلميت / الدبلوماسي والوزير محمد فال بلال

خميس, 14/04/2022 - 14:22

العلم واللغة .. رفيقا معهد بوتلميت
يسرني ويشرفني أن أضم صوتي إلى أصوات من سبقوني بالمطالبة بإحياء معهد بوتلميت ضمن المجهود الرسمي والشعبي الهادف إلى حفظ التراث الوطني و ردّ الاعتبار إليه. 
تأسس معهد بوتلميت المجيد 1953 على يد العلامة عبد الله ولد الشيخ سيديَا (رحمه الله) لغرض تعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية في مواجهة انتشار المدارس الفرنسية. ولئن كانت بداية الفكرة غيرة منه على اللغة والدين، فإنها سرعان ما أثمرت منارة إسلامية شاهقة، وقِبلة للعلم يقصدها الطلاب من داخل الوطن وخارجه. أشرف العلامة عبد الله شخصيا على رعاية المعهد الناشئ بحزم وعزم وسخاء، وتابع أمره حتى جعله واحة علم، وأيقونة حضارية بارزة، ومنبرًا إقليميًا للدعوة الإسلامية. 
لم يكن الطريق إلى المعهد مفروشا بالورود، بل كان يتقاطع في الوعورة والصعوبة مع الطريق إلى الدولة الموريتانية نفسها. لم تكن القصة قصة سهلة، ولا نزهة. كانت البداية - على غرار بداية الدولة - تحت الخيمة، ثم العريش، ثم الدار… تعرض العلامة عبد الله - رحمه الله - لصعوبات ومطبات كثيرة، ولكنه انتصر في النهاية، وكان له ما أراد. أصبح المعهد - بعد فترة وجيزة - جامعة متكاملة الأركان تسير وفقا لمنهج دراسي فريد يجمع بين العصرية والتقليد. وتخرجت منها نخبة من كبار علماء البلد وأساتذته وكوادره العليا.  شق بعضهم طريقه إلى الإدارة والتعليم النظامي، وساهموا في بناء دولة الاستقلال. 
لهذه الأسباب، أضم صوتي إلى من سبقوني بالمطالبة بإحياء المعهد ورد الاعتبار إليه. إن شعبا لا يحترم تاريخه، لا يستطيع بناء حاضره واستشراف مستقبله بشكل جيّد. أدعو إلى اعتبار معهد بوتلميت بركة من بركات السماء والأرض و"بقية مما ترك آل موسى وآل هارون" - إرثًا مشتركًا، ومُلكًا جماعيًا - يجب أن نستعيده معًا. وأمامنا فرصة - يونيو 2023 - الموافقة للذكرى السبعين (70) لتأسيسه، أدعو لاغتنامها والاحتفال بها تقديرا للدور التاريخي الذي اضطلع به، وتكريما لمؤسسه، واستذكارا واحتراما لباقة العلماء والأساتذة والأدباء الذين عرفوا مقاعده، و استظلوا بظله، ونهلوا من معين علمه.
معا_لإحياء_معهد_بوتلميت

#معا_لإحياء_معهد_بوتلميت