الأهلي والزمالك.. من ينتصر في القمة 122؟

اثنين, 10/05/2021 - 16:03

ساعات تفصلنا عن قمة الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك، ضمن منافسات الدوري المصري الممتاز، وهو اللقاء الثاني الذي للفريقين خلال شهر رمضان الكريم، حيث انتهت المواجهة المؤجلة الأولى، قبل أيام، بفوز المارد الأحمر بهدفين مقابل هدف.

جمهور الأهلي يشعر بالغضب بعد الأداء الضعيف للفريق الأحمر في المباريات الأخيرة بالدوري، حيث حقق 10 نقاط فقط خلال آخر 6 مباريات بالدوري، بينما جمهور القلعة البيضاء لن يقبل أن يتلقى الفريق هزيمة ثانية على يد الغريم التقليدي خلال أقل من شهر.

ويدخل المارد الأحمر المواجهة وقد حصد 40 نقطة خلال 18 لقاء، بينما يبلغ رصيد نادي الزمالك 44 نقطة، حققها خلال 20 مباراة.

ويعد هذا اللقاء رقم 122 الذي يجمع الفريقين بمسابقة الدوري المصري، وفي المباريات السابقة تمكن الفريق الأحمر من تحقيق الفوز 46 مرة، بينما نجح الزمالك في حصد العلامة الكاملة في 28 لقاء، كما انتهت 45 مواجهة بالتعادل بين الفريقين.

ويبقى السؤال الأهم، ما هو الفريق الأقرب للفوز في "الديربي المصري"؟

الزمالك.. لا بدائل

يقول الناقد الرياضي يوسف سالم إن الزمالك لا يملك بديلًا عن الفوز "بعد خسارة لقاء الدور الأول، وخسارة نهائي إفريقيا الموسم الماضي أمام الغريم التقليدي، ثم الخروج المبكر من دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم، إذ ستعني خسارة الزمالك هزيمة لاعبي الفريق الأبيض نفسيًا، خلال كل المواجهات المقبلة".

ويضيف سالم لموقع "سكاي نيوز عربية": "الأفضلية لفريق على آخر، تُصنع من خلال عدد من الانتصارات المتتالية، وحينها يواجه لاعبو فريقك صعوبة في الانتصار على الفريق الذي ينتصر عليهم بشكلٍ دائم، وجيل الزمالك الحالي يملك الجودة الفنية، وعليهم تحقيق الانتصار، إذا أرادوا الاستمرار في منافسة الأهلي محليًا وقاريًا".

وتأكيدًا على الأفضلية النفسية التي يشير إليها الناقد الرياضي يوسف سالم، أوضح قائد الأهلي السابق، شادي محمد، في تصريحات سابقة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن لقاءات الديربي تتأثر بنسبة كبيرة بتجهيز اللاعبين نفسيًا بشكلٍ جيد: "هناك مباريات كنا نحسمها قبل حتى دخول المستطيل الأخضر، لأن المنافس يعرف جيدًا أننا سنحقق الفوز، ومن المستحيل أن نغادر أرض الملعب، قبل حصد النقاط الثلاث، أو على الأقل نقطة واحدة، لكننا لن نخسر، وهذا يأتي من خلال الفوز في أكثر من مباراة بشكل متتالي، وظهر ذلك جليًا خلال الفترة التي لُعب فيها جيلنا".

ويتابع سالم: "الأمر يتعلق بأن تكون كل تلك الظروف الخاصة بالمباراة تمثل عوامل دعم وتشجيع للاعبي الزمالك، وليس ضغط يؤدي إلى ظهورهم بشكلٍ باهت، خاصةً في ظل الغيابات التي يعاني منها الأهلي، إذ لن يكون هناك أي مبرر للنادي الأبيض في حالة عدم تحقيق الفوز".

التحولات الهجومية

ويرى الناقد الرياضي أن أسلوب المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون سيكون مزعجًا للأهلي، "الزمالك مع كارتيرون يمتاز بسرعة التحولات الهجومية، والمباريات الأخيرة للأهلي ، أكدت أنه يعاني أمام أي فريق يملك القدرة على التحول الهجومي السريع".

ويضيف: "في لقاء الدور الأول، فشل الزمالك في صناعة المرتدات، وقلل الأهلي من خسارته للكرة في منتصف الملعب، واللقطة الوحيدة التي نجح الزمالك في صناعة التحول الهجومي، انتهت بهدف لنجمه شيكابالا، ولولا الأخطاء الدفاعية وسوء الحظ، لتغير سيناريو المباراة تمامًا".

ويستطرد: "أتوقع ألا يميل الفريقان للاستحواذ على الكرة، وسيلعب كل فريق على المرتدات الهجومية التي يجيدها الزمالك، بينما يفشل بها الأهلي في كثير من الأحيان، بسبب البطء في تحضير وبناء الهجمة، والتمريرات السلبية التي تعطل الهجمات وتعطي فرصة للمنافسين لتنظيم دفاعاتهم، في كل مرة لن يكون محمد شريف (صاحب هدفي فوز الأهلي في الديربي الأخير) مستعدًا لإنقاذك، وتعويض تقصير من حوله".

كما يوضح سالم أن الأزمة الأكبر لدى الزمالك تكمن في المسافة بين خطي الدفاع والوسط، "الزمالك يعتمد على الضغط الهجومي عن طريق تقليل المسافة بين خطي الهجوم والوسط، وهذا يتطلب تقدم خط الدفاع قليلًا (قلبي الدفاع)، لكن كارتيرون يخشى المرتدات، فلا يسمح بالتقدم لخط الدفاع، وهذا يجعل تلك المساحة، فرصة للخصوم لاستغلالها، إذا كان الخصم الأهلي، فأنك ستكون بصدد مواجهة صانع ألعاب نشيط للغاية وهو محمد مجدي أفشة".

 

ويردف: "حل تلك الأزمة يكمن في تقدم قلبي الدفاع قليلًا، والاستعانة بحازم إمام ومحمد عبد الشافي في مركزي المدافع الأيمن والأيسر، لإجادتهما للتغطية العكسية".

ويختتم تصريحاته: "جمهور الزمالك يأمل في تحقيق فريقه لفوزٍ كبير تعويضًا عن إخفاقات الماضي القريب، ومن المتوقع أن نشاهد عرضًا قويًا من جانب لاعبي الفريق الأبيض، لكن من الصعب توقع الفائز في لقاء القمة، فالديريبيات دائمًا ما تشهد مفاجآت".

الأهلي والثقة

على الجانب الآخر، يقول الناقد الرياضي محمد طلبة إن لقاء الدور الأول بالدوري الممتاز يجعل لاعبي الأهلي أكثر ثقة بأنفسهم وفي تحقيق الفوز، "لكن ألا تتحول تلك الثقة إلى الغرور، أو شعور بضمان المكسب حتى لا تكون النتائج عكسية".

ويضيف طلبة لموقع "سكاي نيوز عربية":  "فوز الأهلي بالديربي، يزيد من فرص حصده للقب الدوري الممتاز رغم الإخفاقات الأخيرة، وفرصة ليستعيد اللاعبون ثقتهم بأنفسهم، قبل مباراة صن داونز بالبطولة الإفريقية".

ويتابع: "الأهلي يعاني من تذبذب شديد في المستوى، ومنذ تولي بيتسو موسيماني مسؤولية قيادة الفريق فنيًا، والجمهور دائمًا يشعر بالقلق، رغم البداية المبشرة له مع النادي، التي حقق خلالها الثنائية المحلية والبطولة الإفريقية، وبرونزية كأس العالم للأندية، لكنك تدرب نادي بطولة، يبحث جمهور دائمًا عن البطولات، ولن تشفع تلك الإنجازات للمدرب الجنوب الإفريقي، في حالة خسارة الديربي أو الخروج من بطولة إفريقيا الموسم الحالي".

كما يوضح الناقد الرياضي أن موسيماني حتى الآن لم يستقر على تشكيل ثابت، ولم يطور أداء اللاعبين، "تطوير اللاعب من أهم بصمات المدرب، ومدرب الفريق السابق فايلر نجح في ذلك، لكن موسيماني حتى الآن لم يؤثر بأي شكل على أداء اللاعبين".

بناء اللعب

يتابع طلبة: "الأهلي يحتاج لبناء أسرع للعب، على عكس المباريات الماضية للفريق، وهذا يتطلب تحرك أسرع من لاعبي الخط الهجومي، يسهل على صانع اللعب وبقية لاعبي الوسط قرار التمرير للأمام، لإتاحة خلق فرصة مؤثرة على مرمى الزمالك".

ويستطرد: "في ظل العناصر المتاحة، سيكون الثلاثي الهجومي للأهلي، في الأغلب، محمد شريف وحسين الشحات وطاهر محمد طاهر، وتلك الأسماء تمتاز بالسرعة، لكن الأمر يتطلب توظيف تلك السرعات بشكلٍ سليم، لخلق فرص حقيقية على مرمى الزمالك، لكن غير ذلك، سيتم استنزافهم بدنيًا، وفي ظل الغيابات النادي الأهلي، قد يصبح في موقف لا يُحسد عليه".

ويختم: "مثل تلك المباريات لا تعترف بالمنطق، وتخضع للتفاصيل الصغيرة التي ينتج عنها المفاجآت، ولا نعلم أي جمهور سيعيش ليلة سعيدة، وعلى المستوى الشخصي، أتوقع أن ينتهي اللقاء بالتعادل".