الدبلوماسي الدولي باباه سيدي عبد الله يكتب .. (عثمان كان) ليس عنصريا

اثنين, 03/05/2021 - 14:27

من ينعتون الوزير (عثمان كان) بالعنصري وعديم الوطنية لا يعرفون الرجل حق المعرفة.

شخصيا، ألتمس أحسن المخارج للذين عابوا على الوزير (عثمان كان) بعض ما ورد فى مقطع مصور يدعو فيه إلى التمييز الإيجابي.

ولأنني أعرف (عثمان كان) الإنسان والموريتاني الأصيل، فقد استغربت نعته بالعنصري وعديم الوطنية، وأردتُ الإسهام فى إنارة الرأي العام بالجزء المُغيَّب - ربما عمدا- من سياق ومحتوى كلامه.

1- حديث (عثمان كان) جاء تعقيبا على عرض متميز- كالعادة- للبروفسور عبد الودود ولد الشيخ فى ندوة تحت عنوان (الوحدة الوطنية: مخاوف وآمال) نظّمها (منتدى الخبراء الموريتانيين فى المهجر) فى فندق (وصال) بانواكشوط يوم 14 مارس 2019، أي قبل أكثر من ثلاث سنوات.

2- المنتدى المذكور ليس منظمة سياسية أو هيئة ربحية أو تجمُّعا عنصريا أو عرقيا،وإنما هو مركز أبحاث ومنبر حر للتبادل والتشاور والتفكير فى سبل وآليات دعم التنمية المستدامة فى الجمهورية الإسلامية الموريتانية.

3- فى الصف الأمامي من حضور الندوة وفى أماكن مختلفة من القاعة جلست شخصيات وطنية معروفة فيها من غادروا دنيانا إلى رحمة الله، وفيها من لا يزالون بيننا-أطال الله أعمارهم. أذكر منهم ، مثالا لا حصرا، ومع حفظ الرتب والألقاب: الوزير التقي ولد سيدي، العمدة أحمد ولد حمزة، العقيد الطبيب انجاي كان، الدكتور محمدُو الناجي ولد محمد أحمد، الوزير والموظف الدولي السامي أحمدُو ولد عبد الله، الوزير المصطفى ولد اعبيد الرحمن، الوزير الشيخ سيد أحمد ولد بابامين،أستاذ الاقتصاد الدكتور عبد الله ولد أواه،الوزيرة السنية بنت سيدي هيبة،الأستاذ أحمد سالم ولد بوحبيني، الوزير محمد ولد اخليل، الوزير محمد الأمين ولد ديداه ،الدكتور محمد ولد مولود.

4- كل هؤلاء وغيرهم تعمَّد العابثون بالفيديو إخفاء حضورهم للندوة ، فنشروا منها مقطعا مبتورا أحادي اللون والعرق.

5- تحدث (عثمان كان) عن مفهوم التمييز الإيجابي وحثَّ على العقلانية والترشيد،وقال إن الناس يولدون أحرارا ومتساوين فى الحقوق والواجبات أمام المجتمع، وإن من غير المنطقي– فى القرن الواحد والعشرين- أن نلجأ إلى شرح أو تبرير هذا الأمر، إلا أن الطبيعة البشرية والإنسانية- وليست فقط الموريتانية- لا تزال تفرض الحديث عن الموضوع، كما قال حرفيا.

6- ذكر (عثمان كان) أن التنوُّع العرقي للمجتمع الموريتاني ليس فى حد ذاته حظًّا ولا هو عائق أمام التنمية والانعتاق إلا بقدر ما تريد له النخبة الموريتانية أن يكون، وأن عليها الحسم فى اتخاذ القرار.

7- وشرح (عثمان كان) هذه الفكرة بقوله: هناك خيار الصومال: البلد ذي الشعب المتجانس ثقافة ودينا ولغة وتاريخا والذي آلت أحواله إلى ما هي عليه...وخيار جزر موريس: البلد الذي يرى البعض أنه يحمل بذور التشتت دينيا ولغويا وعرقيا،إلا أنه مصنَّفٌ عالميا ،وبشكل دائم، فى الرتبة الأولى من مؤشر التنمية البشرية فى القارة الإفريقية.

8- تحدث (عثمان كان) عن أن مفهوميْ (الامتياز) و (التخصيص) متضادان، إذ لا يمكن بناء وتنمية أي بلد دون الاستعانة ببَناته وأبنائه المتميزين، لكن الأمر مستحيل فى ظل حكامة يطبعها أي نوع من أنواع التخصيص.

9- أكد (عثمان كان) أن أهم مراحل الأمل لدى الشعب الموريتاني عبر تاريخه الممتد هي المرحلة التي تحس فيها مختلف الأعراق بالانتماء لبلد جامع هو الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وأن الوحدة الوطنية همٌّ شامل وانشغال دائم وعملية بناء مستمرة تحتاج التعزيز والتحسين من الجميع،حتى وإن كان على الحُكّام إعطاء القدوة والمثال الحسن فى ذلك.

10- عندما طالب بالتمييز الإيجابي وساق نماذج على ضرورته،حث(عثمان كان) على أن يكون ذلك التمييز ذكيا و معياريا، ونصح بأن يتم البحث عن أصحاب مواهب وقدرات متميزة من مختلف الفئات والأعراق وأن يتم تعهدهم بالرعاية والتكوين منذ نعومة أظافرهم.

كل هذا الكلام البَنّاء والواقعي لم نجد له ذكرا فى الفيديو المجتزأ، كما لم نجد أثرا لأفكار قيمة قدمها متدخلون حول الازدواجية اللغوية،وتعلُّم اللهجات الوطنية، والتهجين عبر التزاوج تقوية للُّحمة الوطنية.

على المتحمسين للدفاع عن الوحدة الوطنية التحلي بطول النفَس وسعة الصدر والابتعاد عن الأحكام الجاهزة والتخوين والتجريم بالعنصرية.

وعلى من وصلهم الفيديو أبو أربع دقائق وبنوا عليه أحكامهم أن يخصصوا ساعتين من وقتهم لمشاهدة الندوة كاملة وفيها حوالي نصف ستعم من تعقيب وتعليق الوزير( عثمان كان) بالتعقل و الوطنية و الأفكار القيمة والمقترحات العملية.

لم يعد خافيا أن ثمة من لا يريدون أطرًا أكفاء وناصحين مخلصين إلى جنب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، بل إنهم قد يسعدون برؤية حكومته مكبلة بالعجز والفشل.

الناس فى تنفيذ مخططاتهم طرائق قِدد