منتمون للتيار الناصري يخلدون ذكرى "شهداء انتفاضة 84"

أحد, 11/04/2021 - 19:58

نظم منتمون للتيار الناصري مساء أمس السبت تظاهرة بمناسبة "الذكرى الـ37 لانتفاضة 1984 الشعبية"، وذلك في دار الشباب القديمة بالعاصمة نواكشوط.

 

وتم تنظيم التظاهرة باسم جمعية الضاد للدفاع عن اللغة العربية، وعرف النشاط تقديم بيان سياسي حول التظاهرة، تولى قراءته الأستاذ محمد محمود ولد الشيخ.

 

 

 

 

وقال المنظمون إن النشاط يأتي لتخليد ما وصفوها "بالانتفاضة الشعبية التي قادها الناصريون ضد نظام التحالف العسكري الرأسمالي المستبد آنذاك؛ والتي سقط خلالها الشهيدان سيد محمد ولد لبات وأحمد ولد أحمد محمود رحمهما الله".

 

وأكد البيان أن التجمع المخلد للذكرى يمثل "الحد الأدنى من واجب الوفاء للشهداء الذين قدموا أرواحهم في مواجهة الاستبداد والفساد، وفي سبيل تقدم بلدنا العزيز وازدهاره، وللإشادة بمئات المناضلين والمناضلات الشرفاء الذين شاركوا في تلك الانتفاضة في جميع أنحاء البلاد، وقدموا خلالها تضحيات رائعة في السجون والمعتقلات وخلال المظاهرات والإضرابات".

 

وأضاف ولد الشيخ أن من أهداف التظاهرة "إطلاع الأجيال الشابة على صفحات ناصعة من سجلات التضحية والبذل والفداء، شحذا للهمم من أجل مواصلة مشوار النضال الوطني التقدمي الوحدوي، خدمة للوطن والمواطن".

 

 

 

 

ووصف ولد الشيخ "انتفاضة 1984 الناصرية" بأنها مثلت "لحظة فارقة في تاريخنا السياسي المعاصر، فقد جاءت تعبيرا عن رفض الطلائع الثورية في المجتمع لحالة الاستكانة لواقع الغبن والتهميش والبؤس المفروض من طرف نظام ديكتاتوري مستبد، حول الوطن إلى سجن كبير لكل الأحرار، واستعدادها لتحمل أكبر مخاطرة، وبكل مسؤولية في تلك الظروف، وهي كتابة (لا)، على الجدران في مختلف مدن البلد في ليلة واحدة، وكانت (لا) شاملة ومعبرة، عن مختلف جوانب معاناة الوطن".

 

واعتبر ولد الشيخ أنه كان من أهم النتائج التي حملتها هذه الانتفاضة، أن الناصريين استطاعوا في 1984 تفجير وقیادة انتفاضة شعبية عبرت عن رفضهم للواقع، وحملت مضمونا اجتماعيا واقتصاديا استطاع تمثل معاناة المواطن الموریتاني وطموحاته فكانت التجربة الوحيدة في البلاد التي قدمت شهداء تحت التعذيب ومن داخل السجون من أجل مشروع الدولة الوطنیة.

 

وعبر ولد الشيخ عن طموح الناصريين لتحويل التهدئة السياسية إلى استقرار، أمني، سياسي واجتماعي على أسس صلبة والانفتاح الجاد والفعال على جميع القوى السياسية الحية"، و"الالتزام بدستور الجمهورية الإسلامية الموريتانية نصا وروحا، وإيقاف الجدل حوله، خاصة ما يتعلق بهوية البلد الدينية والحضارية ضمن دوائره العربية والافريقية والإسلامية ووحدته الترابية ووحدة شعبه، وآليات التداول السلمي على السلطة".

 

كما دعا باسهم لـ"التأكيد على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مناحي الحياة الوطنية، وإصدار قانون نظامي لتفعيل المادة السادسة من الدستور يؤكد على اعتماد العربية لغة رسمية للإدارة، خطابا ومراسلات، ولغة لكافة المواد المدرسة في نظامنا التربوي ويضمن كذلك إعادة كتابة لغاتنا الوطنية (البولارية والسوننكية والولفية) وتطويرها وترقيتها لإدخالها ضمن النظام التربوي الوطني".

 

وطالب ببلورة وتنفيذ إصلاح تربوي، يساهم في صياغة مواطن موريتاني مؤمن بوحدة بلده، متشبع بالقيم الإسلامية، ومنفتح على العصر، وقادر على المساهمة في تطور ورقي بلده وأمته، ويضمن المجانية التامة والإلزامية لتعليم نوعي، لجميع أبناء البلد، خاصة على مستوى التعليم الأساسي والإعدادي.

 

وشدد على ضرورة المعالجة الجذرية الشاملة لمختلف أشكال الاسترقاق ومخلفاته من غبن وتهميش وإقصاء والسعي إلى إنصاف ضحاياه اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، والعمل على معالجة وتصفية كافة ملفات حقوق الانسان وإنصاف أصحابها طبقا للقانون، وشن حرب لا هوادة فيها ضد الفساد والمفسدين تشمل فضح آليات احتضانه داخل المجتمع، وعلى مستوى الإدارة وتضمن تعزيز آليات الرقابة على مختلف المستويات وتمكن من متابعة تبييض الأموال.

 

واعتبر ولد الشيخ في البيان الرسمي للتظاهرة أن ضمان تحقيق الاستقرار على الصعيدين الاقليمي والقومي سيبقى هشا، ما لم تعالج وتحسم الصراعات الإقليمية المحيطة ببلدنا، والنزاعات العربية والإفريقية والإسلامية، انطلاقا من وحدة وتكامل هذه الدوائر.