تونس.. «ظرف مشبوه» يثير الذعر في القصر الرئاسي

خميس, 28/01/2021 - 11:55

أعلنت رئاسة الجمهورية في تونس أنها تلقت، اليوم الأربعاء، ظرفًا موجهًا إلى الرئيس قيس سعيد، ولكن الرئيس لم يتسلم الظرف وإنما فتحه أحد العاملين في الديوان، ليجد فيه «مادة مشبوهة»، في ظل الحديث عن محاولة اغتيال عن طريق «التسميم».

ونقلت الوكالة التونسية للأنباء (رسمية) عن مصدر في القصر الرئاسي بقرطاج، خبر الظرف «المشبوه» الذي قال المصدر إنه كان خاليا من أية وثيقة، ويحتوي في المقابل على «مادة مشبوهة».

وأضاف ذات المصدر أن الرئيس التونسي «لم يتلق هذا الظرف»، بل قام بفتحه أحد الأعوان بالقصر الرئاسي، و«هو في حالة صحية جيدة».

وأفاد المصدر أن المادة المشبوهة جرى عرضها على التحليل للكشف عن نوعيتها، كما فتحت السلطات تحقيقًا لمعرفة مصدر الظرف.

وتحدثت وسائل إعلام تونسية عن وجود شبهات بأن الطرد يحوي مادة الريسين السامة.

وجرى تأكيد الخبر من طرف صفحة «الأستاذ قيس سعيد»، وهي صفحة على الفيسبوك ذات طابع شبه رسمي وتختص في نشر أخبار الرئيس التونسي، وكتبت الصفحة: «تعرض رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى محاولة تسميم عبر طرد بريدي يحتوي على مادة الريسين السامة التي تسبب الموت على الفور».

وأضافت الصفحة: «يتم حاليا إجراء اختبار وفرز جميع رسائل البريد الخاصة بقصر قرطاج، وفحصها في منشأة خارج الموقع قبل الوصول إلى القصر الرئاسي».

إلا أن الصفحة «شبه الرسمية» عادت وحذفت المنشور، دون أن توضح الأسباب، مكتفية بنشر خبر اتصال هاتفي بين الرئيس التونسي ونظيره الجزائري.

من جهة أخرى أكد شقيق الرئيس التونسي، نوفل سعيد، أن الرئيس بصحة جيدة، حيث دون على صفحته في موقع فيسبوك «الرئيس بخير وعافية والحمد لله».

 

في غضون ذلك تحدثت الرئاسة الجزائرية في بيان صحفي عن «محاولة لتسميم» الرئيس التونسي، وذلك في سياق بيان تعلن فيه أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره التونسي للاطمئنان على صحته.

وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان مساء اليوم، إن الرئيس عبد المجيد تبون، الموجود في ألمانيا للتداوي، اتصل بنظيره التونسي «للاطمئنان على وضعه بعد نبأ محاولة تسميمه».

 

ولكن وسائل إعلام تونسية وبعض الشخصيات شككت في الخبر، وقال موظف سابق في قصر قرطاج إن الرئيس لا يلمس الرسائل ولا يقرأها، مشيرًا إلى أن هذا الخبر ملفق.

كما نقلت جريدة الشروق التونسية عن مصدر أن التحليلات التي أدرتها الشرطة أثبتت «خلو الظرف المشبوه الذي ورد على رئاسة الجمهورية من أي مواد سامة».

ونقلت الجريدة عن مصدر وصفته بأنه «مطلع» أن ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي حول «محاولة تسميم» رئيس الجمهورية هو «إشاعة انطلقت من صفحات تتحدث باسم الرئيس ولا علاقة له بها».

ويأتي هذا في سياق سياسي شديد التوتر في تونس التي تشهد صراعا حول التعديل الحكومي بين قيس سعيد ورئيس الحكومة هشام المشيشي المدعوم من حركة النهضة، أكبر الأحزاب في البرلمان.

وتندلع منذ أسابيع احتجاجات واسعة في تونس، تزامنًا مع مرور الذكرى السنوية العاشرة للمظاهرات التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.