«ديكساميثازون».. دواء رخيص لـ «كورونا» وتحذيرات منه

خميس, 18/06/2020 - 12:21

كشف علماء بريطانيون توفر دواء فعّال اسمه «ديكساميثازون»، يمكن أن يقلل من خطر الوفاة إلى الثلث بسبب مضاعفات الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، وقد رحبت منظمة الصحة العالمية بالدواء ووصفته بأنه «اختراق علمي»، فيما بدأت دول عديدة استخدامه لعلاج المصابين، في مقدمتها بريطانيا والسعودية.

ويعد عقار «ديكساميثازون» نوعا من أدوية الكورتيكوستيرويد (الستيرويد)، واستُخدم أول مرة كعلاج في ستينيات القرن الماضي، وفي الغالب يستخدم كمضاد للالتهابات ولعلاج حالات مثل الأكزيما والربو والحساسية، وبعض حالات السرطان.

ومثل معظم الأنواع الأخرى من الستيرويد، يمكن الحصول على «ديكساميثازون» فقط عن طريق وصفة طبية، ويأتي الدواء على شكل أقراص، ويعد دواء رخيصاً لا يزيد سعره عن 5 دولارات ومتوفر على نطاق واسع في الأسواق.

تجربة مشجعة

أظهر البحث الذي قاده فريق من جامعة أوكسفورد، تموّله الحكومة البريطانية بشكل جزئي، نتائج توضح أن الجزيء الستيرويدي «ديكساميثازون» قادر على إنقاذ ثلث المصابين الذين تعد حالاتهم أكثر خطورة.

واختبر الفريق العقار على أكثر من ألفي مصاب يعانون من أعراض خطيرة، حسب «رويترز»، وخفض العقار معدّلات الوفاة في أوساط المرضى الذين لم يكن بمقدورهم التنفّس إلا عبر الأجهزة بنسبة 35 في المائة، بينما خفض الوفيات في أوساط من يحصلون على الأوكسجين بمعدل الخمس، حسب النتائج الأولية.

وقال الفريق إن الجرعات اليومية من ديكساميثازون يمكن أن تمنع وفاة واحد من كل ثمانية مرضى يستخدمون جهاز التنفس الصناعي، وتنقذ واحداً من كل 25 مريضاً يحتاجون إلى الأكسجين وحده.

وتضمنت التجربة مجموعة مراقبة مكونة من 4000 مريض لم يتلقوا العلاج.

وقال بيتر هوربي، أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في قسم الطب بجامعة أكسفورد: «ديكساميثازون هو أول دواء يُظهر تحسناً في البقاء على قيد الحياة لدى مرضى (كوفيد – 19) هذه نتيجة جيدة جداً».

وأضاف أن «ديكساميثازون غير مكلف ويباع من دون وصفة ويمكن استخدامه على الفور لإنقاذ الأرواح في جميع أنحاء العالم».

ومع ذلك، أبرزت التجربة أن الدواء كان غير فعال إلى حد كبير في مساعدة المصابين الذين لم يكن لديهم مشاكل في الجهاز التنفسي.

 

نزار باهبري✔@DrNezarB

الدواء الجديد لكرونا

بطريقتي

إن شاء الله تنفع الناس

 

فور الإعلان عن النتائج الأولية للدراسة البريطانية، رحبت منظمة الصحة العالمية بها، ووصفت ما حدث بأنه «اختراق علمي».

وعلّق المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قائلاً «إنه أول علاج مثبت يحد من الوفيات لدى المرضى المصابين بكوفيد – 19 الذين يتلقون الأوكسجين أو وضعوا على جهاز تنفس اصطناعي».

من جانبه أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أن بريطانيا ستبدأ فوراً وصف عقار «ديكساميثازون» للحالات الخطيرة من مرضى «كوفيد – 19» بعدما أظهر اختبار أنه أنقذ حياة ثلث المرضى الذين يعانون من الأعراض الأكثر خطورة.

وأكد هانكوك أن بريطانيا بدأت بتخزين العقار المتاح بشكل واسع منذ ظهور أول المؤشرات على فاعليته قبل ثلاثة أشهر، وقال: «نظراً إلى أننا لاحظنا أول المؤشرات إلى إمكانات ديكساميثازون، نخزنّه منذ مارس».

وأضاف: «بات لدينا الآن 200 ألف جرعة جاهزة للاستخدام ونعمل مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية ليشمل العلاج المعتاد لـ(كوفيد – 19) ديكساميثازون».

من جانبها أعلنت العديد من دول العالم إدراج ديكساميثازون ضمن البروتوكول العلاجي للمصابين الذين تتعقد وضعيتهم، وكانت السعودية في مقدمة هذه الدول.

 

 

تحذيرات !

رغم الترحيب الواسع بنتائج الدراسة البريطانية، إلا أن بعض العلماء والأطباء استقبل الخبر بمستوى كبير من الحذر، إذ حذّر أكبر مسؤول طبي في كوريا الجنوبية من استخدام هذا الدواء بسبب أعراض جانبية محتملة.

كما قالت الطبيبة كاثرين هيبرت، مديرة وحدة الرعاية المركزة في المستشفى العام في ماساتشوستس التابع لجامعة هارفرد بالولايات المتحدة: «لُدغنا من قبل، ليس فقط أثناء جائحة فيروس كورونا المستجد، ولكن قبلها، من نتائج مثيرة اتضح أنها غير مقنعة عندما أطلعنا على بياناتها».

وأضافت أن نشر البيانات قد يساعدها على تقييم النتائج وتحديد المرضى الذين يمكن أن يحققوا أعلى استفادة من الدواء فضلاً عن الجرعات المناسبة.

وحذّر الطبيب توماس مكجين، نائب كبير الأطباء في نورثويل هيلث، أكبر منظومة للرعاية الصحية في نيويورك، من أن الأدوية من عائلة الستيرويدات يمكن أن تثبط الجهاز المناعي، وقال لـ«رويترز»، إن الأطباء يستخدمون الستيرويدات على حسب كل حالة على حدة.

وأضاف: «يجب أن نرى كيف ستبدو الدراسة (في آخر الأمر) بالنظر إلى نمط السحب (الدراسات) السائد حالياً… أنتظر رؤية البيانات الحقيقية وما إذا كانت ستخضع لمراجعة النظراء وتجد طريقها للنشر في دورية حقيقية».

وحضّ الطبيب مارك ورفيل، الأستاذ في جامعة واشنطن الباحثين على عرض البيانات قبل النشر الرسمي، وقال: «سيكون ذلك مفيداً للغاية في مساعدتنا على مقارنة مرضانا بمرضاهم وتحديد ما إذا كان الدواء ملائماً لاستخدامه على المرضى».