موريتانيا : المساجد في رمضان.. عمارة من نوع آخر

أربعاء, 08/05/2019 - 01:00

عمارة المساجد في رمضان حين يتضاعف أجر الأعمال، سلوك منتظر في مجتمع مسلم كالمجتمع الموريتاني وفي شهر كشهر رمضان، ولكن مساجد نواكشوط تعرف عمارة من نوع آخر.

تتحول بعض المساجد خلال شهر رمضان إلى غرف نوم جماعية؛ حين يتداعى إليها الباعة والموظفون وقاطنو الأسواق الكبرى المجاورة لها، فمع تقدم ساعات النهار واشتداد الحر، وضعف حركة الأسواق والمكاتب يتجه سيدي محمد العامل في سوق نقطة ساخنة إلى المسجد السعودي أو الجامع الكبير المحاذي للسوق لأخذ قسط من الراحة والنوم في انتظار صلاة الظهر.
يحمل سيدي محمد معه حقيبة له ليتخذها وسادة، ومن الزاوية الغربية للمسجد يتخذ لنفسه مكانا للنوم؛ قبل أن يقترب وقت الصلاة، ويقول إنه تعود أن يوقظه أحد المصلين عند الاقامة للصلاة في الجماعة.

شأن سيدي محمد في هذا السلوك السائد والمثير الذي يتحفظ عليه الكثيرون لأسباب دينية شأن كثيرين، فقد تفشى النوم في المساجد خلال شهر رمضان بشكل كبير حتى أصبح روتينا متعودا في معظم المساجد، ومن تلك المساجد المسجد السعودي أكبر مساجد نواكشوط.

انشطار المسجد إلى شطرين:

يلاحظ الزائر للمسجد السعودي في قلب نواكشوط في زوال يوم رمضاني أن المسجد ينقسم الى قسمين: ففي القسم الغربي من المسجد تتناثر كومة أجساد غرقت في نوم عميق، تتوزع بشكل لايترك مجالا للعابر للجزء الأمامي من المسجد حيث أجواء العبادة. 
وفي جو كهذا قد ينتابك الشعور بأنك في مكان غير مسجد.

نوم في وضعيات مخلة وشخير وتصفح للإنترنت:

في وضعيات مختلفة بعضها مخالف للآداب والذوق العام ينام ضيوف المسجد السعودي، ومن وقت لآخر تسمع شخيرا دخل صاحبه في نوم عميق، فيما يطالعك متصفح لليوتيوب يشاهد مسندا رأسه إلى إحدى أسطوانات المسجد مسلسلا دراميا يضطر أحيانا حين تحين فقرة موسيقى أو كلام لا يناسب المكان إلى الضغط على زر تخفيض الصوت لتخفيضه، كما لا يخلو ذلك الشطر من المسجد بعد أن غاب طابع العبادة عنه من اتصال هاتفي طويل عائلي الطبيعة.

استعادة مؤقتة للطابع العبادي:

قبل الصلاة بلحظات يتدخل شيخ طاعن في السن ( أظنه سائلا كان يرابط عند الباب ) متجولا بين النائمين ليوقظهم للصلاة، وبدرجات مختلفة في الاستجابة يبدأون النهوض، ليبدا المسجد يستعيد طابعه التعبدي. وهكذا يستمر هذا الطابع مدة الصلاة ولحظات بعدها يعود ركن المسجد لسابق عهده.

انقسام حول السلوك:

بشكل حاد ينتقد البعض ظاهرة النوم في المساجد خلال شهر رمضان المعظم ويندد بها ويعتبرها غير شرعية ومخالفة لحرمة المسجد ولا تدخل ضمن رسالته وأدواره، فيما يرى البعض الآخر أن النوم في المساجد عادي مطالبا بالطهارة قبل النوم وتحية المسجد والالتزام بآدابه.
كما يلفت أصحاب هذا الرأي الانتباه إلى أن الناس التي تأتي للمسجد بهدف قرآة القرآن الكريم وانتظار الصلاة ثم يسرقهم النوم، كما يلفت الانتباه إلى مسلكيات أخرى تصاحب النوم في المساجد.

تقدمي