صحيفة سويسرية: الحرب على النفط تعلن عودتها

ثلاثاء, 07/05/2019 - 04:33

نشرت صحيفة "لوتون" السويسرية تقريرا تحدثت فيه عن قرار الولايات المتحدة الذي اتخذته مؤخرا بشأن فرض الحظر على النفط الإيراني والفنزويلي، مع العلم أن هذه التدابير كانت من جانب واحد دون أخذ العواقب الإنسانية الكارثية التي قد تنجر عنها بعين الاعتبار.
      
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الدول الأعضاء في منظمة أوبك حاولت منذ سبعينيات القرن الماضي الحد من إنتاج النفط بغية الترفيع في سعره.

 

وفي الوقت الحاضر، انقلب السحر على البلدان النفطية، حيث أصدر دونالد ترامب قرارًا يقضي بحظر النفط الإيراني والفنزويلي.

وذكرت الصحيفة أنه منذ 28 نيسان/ أبريل الماضي، منعت الولايات شركاتها من شراء النفط الفنزويلي. ومن خلال مهاجمة المورد الرئيسي للبلاد الذي يمثل 96 بالمئة من الإيرادات الوطنية، تعمل إدارة ترامب على التسريع في إسقاط الرئيس نيكولاس مادورو ودعم خصمه خوان غوايدو.

 

وفي صائفة 2017، منعت واشنطن حكومة نيكولاس مادورو من الاقتراض من السوق الأمريكية.

وخلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، صودرت الأموال الفنزويلية من مبيعات الخام الأمريكية وحُوّلت إلى المعارض خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسًا مؤقتا للبلاد.

 

وقد أدت هذه التدابير إلى تسريع وتيرة تخفيض إنتاج النفط الفنزويلي بسبب نقص الاستثمارات وصيانة المنشآت.

ونوهت الصحيفة بأنه وفقًا لتقرير صادر عن مركز البحوث الاقتصادية والسياسية سنة 2018، تواصل الولايات المتحدة شراء ثلث إنتاج النفط الفنزويلي، ولكن اليوم تتراجع الواردات إلى حدود الصفر.

 

وحسب الخبيرين الأمريكيين المختصين في الاقتصاد مارك ويسبروت وجيفري ساكس، فإن ارتفاع معدل الوفيات في فنزويلا يعود إلى الحظر الأمريكي، الذي تسبب في الحد من قدرة فنزويلا على استيراد المواد الضرورية والأدوية.

اقرا أيضا :  بومبيو يدعو الفنزويليين للتمرد على مادورو والأخير يحذر

ومنذ سنة 2017، كان متوقعا أن تتسبب العقوبات الأمريكية في وفاة نحو 40 ألف فنزويلي. وحيال هذا الشأن، قالت إيريكا موريه، الباحثة في مرصد العقوبات الدولي وهو شبكة تابعة للمعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف، إنه "من المرجح أن تخلف العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة تبعات إنسانية على الفنزويليين.

 

لكن من الصعب إثبات العلاقة بين السبب والنتيجة، لاسيما أن الأزمة الإنسانية في فنزويلا بدأت تظهر قبل العقوبات الأمريكية".

وأشارت الصحيفة إلى أن دونالد ترامب استخدم سلاح النفط من أجل إسقاط النظام في طهران، الذي تتهمه واشنطن بمتابعة برنامجه النووي والباليستي في كنف السرية، إلى جانب دعم الإرهاب.

 

ولكن الولايات المتحدة ليست الزبون الوحيد لإيران، لذلك مارست واشنطن ضغوطا على كل من يتعامل مع إيران. وتجلى ذلك من خلال دعوة الولايات المتحدة الأوروبيين إلى التخلي عن الخام الإيراني.

ومنذ غرة أيار/ مايو، وجهت الولايات المتحدة الدعوة ذاتها إلى كل من روسيا والصين والهند وتركيا. وتواجه الشركات التي تواصل اقتناء النفط الإيراني غرامات أو استثناءات من السوق الأمريكية.

 

ومن الصعب الالتفاف على القوة الاقتصادية الرائدة في العالم وعلى الدولار، العملة الأكثر استخدامًا في تعاملات التجارة الدولية.

وأضافت الصحيفة أنه في بيان نشر يوم الإثنين، أورد السفير السابق إدريس الجزائري أن "تطبيق عقوبات أحادية الجانب خارج الحدود الإقليمية يتنافى مع القانون الدولي"، كما استنكر سياسة التخويف الأمريكية.

 

وأكد إدريس الجزائري أن "خمس البشرية" طالته العقوبات الأمريكية المختلفة. وبعد الحصار الفاشل على عراق صدام حسين خلال التسعينات، وقع إعادة النظر في العقوبات الأمريكية بعد أن اعتبرت غير فعالة وذات تكلفة إنسانية باهظة.

وفي سياق متصل، أضاف إدريس الجزائري أن "التخلي عن هذه السياسة لم يدم طويلا، حيث وقع إعادة استخدام لغة العقوبات العالمية بصفة غير مباشرة عن طريق حظر الآليات التقنية، والتحويلات بين البنوك التي تنطبق على جميع العمليات الأجنبية في البلدان المستهدفة والتي تشمل حتى العمليات الإنسانية".

ونقلت الصحيفة عن إيريكا موريه قولها إن "معظم العقوبات المدرجة اليوم تأتي في شكل تجميد أصول بعض الشخصيات السياسية ومنعها من السفر أو فرض حصار على تجارة الأسلحة، لذلك ليس لديها تبعيات كبيرة على عامة السكان". ولكن الباحثة الفرنسية لا تنكر حقيقة أن العقوبات الأكثر شمولا غالبا ما تطال تأثيراتها الشعب بأكمله.