إعلان مرشح الأغلبية بعثر أوراق المعارضة.

ثلاثاء, 12/02/2019 - 14:11

تخطو المعارضة خطواتها  المتثاقلة في سبيل بلورة  موقف موحد تجاه التحدي الكبير المتمثل في اختيار الأغلبية لمرشحها، فكأنما على رؤوسها الطير، أو كأنما أصاب هياكلها الشلل المعارضة تتخبط في التيه الناتج عن هول صدمة إعلان الأغلبية ترشيح السيد محمد ولد محمد أحمد ولد الغزواني للاستحقاقات الرئاسيات في منتصف 2019. 

إن ترشيح الأغلبية الرئاسية لمرشح بهذا الحجم أفقد المعارضة توازنها، وبعثر الأوراق المبعثرة أصلا، والحاصل أو  المتبادر للذهن بداهة أنها وصلت إلى قناعة مفادها أن المواجهة خاسرة من البداية، آخذة في الاعتبار نقاط القوة التي يحظى بها هذا المرشح، وما يقابلها من نقاط ضعف عند المعارض فشلت على مدار سنين خلت في التقليل منها أو من تأثيرها على العمل المشترك بين مكوناتها .

 فالمرشح محمد ولد الغزواني بالإضافة  إلى المكانة الاجتماعية  التي يحظى بها كونه ينتمي لأسرة علمية  استقطبت روافدها المعرفية العديد من المريدين وطلاب العلم، فهو أيضا ذو كاريزما قيادية فذة،  وشخصية تحظى  بالقبول من الجميع، زد على ذالك الرصانة السياسة والتأني القائم على أساس الخطوات المدروسة، كما أنه لا توجد مآخذ عليه في ما سبق، إذ أن فترة قيادته لأركان الجيوش شكلت أنموذجا للقياد الصارمة والمتزنة  والتي يمكن إسقاطها على قياد دولة بكامها، ولاستيضاح ملامح واقع وآفاق تلك المرحلة أحيلكم لرابط مقال  كنت قد كتبته  أواخر 2017

http://www.mushahide.com/node/11323

إن العقلية البراجماتية  وتباين المصالح لدا ساسة  أحزاب المعارضة، وغياب الرؤية  الإستراتيجية المستقبلية، وعدم وجود برامج واضحة لتلك الأحزاب، يشكل تعبيدا للطريق أمام مرشح الأغلبية الرئاسية، وهوما سيؤدي لاحقا إلى  استنزاف تلك الأحزاب التي بدأ بعضها يفاوض تحت الطاولة، والبعض الآخر علنا ودون مواربة.

كما أن أنه يوجد ما يعرف بالمجموعات الصامتة، التي لا تشارك في الانتخابات و كان لغيابها الأثر الواضح  والكبير في الاستحقاقات  الأخيرة، وهي لا ترى نفسها في المعارضة، ولم تكن نشطة قبل في الأنظمة السابقة، وستجد  ضالتها في المرشح محمد ولد محمد احمد ولد الغزواني ، لما يتمتع به من ميزات لم تكن في سابقيه من رؤساء، من حيث الثقافة والفصاحة والقدرة على التمثيل  قاريا ودوليا، والحنكة والمرونة السياسية، تلك الحنكة التي جسدها من خلال الإسرار على الترشح من خلال الأغلبية عامة لا من خلال حزب بعينه، وفتحه الباب على مصراعيه للوفدين من التشكيلات الأخرى.

لذا يمكننا القول بأنه بدا من المؤكد سهولة المهمة بالنسبة للأغلبية، بسبب توفيقها في  الاختيار، مقابل صعوبة تامة إن لم نقل استحالة لمهمة الأطراف الأخرى.

سيدن ولد السبتي.