ما هي "المواد الخطيرة" الموجودة في حفاظات الأطفال بفرنسا؟

سبت, 26/01/2019 - 16:59

قالت الوكالة الوطنية للأمن الصحي الفرنسية إنها عثرت على مواد كيميائية تجاوزت حدود السلامة خلال اختبارات لحفاظات الأطفال.

ورصدت الوكالة بعض المواد التي يحتمل أنها "تشكل خطورة على صحة الإنسان"، من بينها مادة "غليفوسات" المثيرة للجدل التي تستخدم كمبيد للأعشاب الضارة.

وأضافت أن اختبارات الحفاضات تعد أول اختبارات تجريها وكالة وطنية للصحة والسلامة في العالم.

ودعت إلى تحرك سريع "والنظر إلى المخاطر المحتملة التي ربما تشكلها هذه المواد الكيميائية" على الأطفال الرضع.

وقالت وزيرة الصحة الفرنسي، أنييس بوزين، إنه "لا توجد مخاطر شديدة أو حالية" على صحة الأطفال.

وأضافت في تصريح لوكالة فرانس برس للأنباء :"ينبغي لنا الاستمرار فيما يبدو في استخدام الحفاضات لأطفالنا. نفعل ذلك منذ 50 عاما على الأقل".

بيد أن وزراء الصحة والمالية والبيئة أصدروا بيانا مشتركا قالوا فيه إن الحكومة منحت المصانع مهلة قوامها 15 يوما لاتخاذ إجراءات.

كيف عثروا على المواد؟

أجرت الوكالة دراسة على عدد من حفاظات الأطفال التي تستخدم مرة واحدة وتنتجها علامات تجارية مختلفة ومتوفرة في السوق الفرنسية.

وقالت إن الطفل يستهلك نحو 4000 حفاظة خلال السنوات الثلاث الأولى من حياته.

ولم يحدد التقرير أسماء العلامات التجارية التي خضعت منتجاتها للاختبار، وقال إنها ممثلة في السوق الفرنسية. وتوجد علامات تجارية لحفاظات أطفال متوفرة في فرنسا وتباع أيضا في دول أخرى.

مصدر الصورةGETTY IMAGES

Image captionتستخدم حفاظات الأطفال على نطاق واسع في العالم غير أن فرنسا تقول إنها قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة

وقالت الوكالة، تحت ما أُطلق عليه حالات "الاستخدام الفعلي"، إنها "رصدت عددا من المواد الكيميائية الخطرة في حفاظات الأطفال التي يمكن أن تنتقل من خلال البول، على سبيل المثال، وتتصل لفترة طويلة بجلد الطفل".

وأضافت أن بعض المواد الكيميائية تضيفها المصانع عن عمد "مثل العطور التي قد تسبب حساسية الجلد".

وعثر أيضا على مادة "غليفوسات".

لماذا يثار جدل بشأن مادة "غليفوسات"؟

تستخدم مادة "غليفوسات" على نطاق واسع لكنها أصبحت هدفا مستمرا للمكافحة خلال أنشطة حملات الصحة والبيئة بعد أن أدرجتها دراسة لمنظمة الصحة العالمية على قائمة المواد "المسرطنة المحتملة".

لكن المادة مازالت الأكثر استخداما كمبيد للأعشاب في أوروبا، إذ لا يرى مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أنها "مسرطنة".

وكان حارس في الولايات المتحدة قد رفع دعوى قضائية على مصنع، وحصل على تعويض بملايين الدولارات بعد أن اتفق القضاة على أن أحد منتجاته أسهم في إصابته بالسرطان.

وتعتزم فرنسا منع استخدام المادة كمبيد للأعشاب بحلول عام 2021.

وتصدّر خبر العثور على مواد كيميائية في حفاضات الأطفال العناوين الرئيسية للصحف في البلاد بعد نشر التقرير.

وقالت الوكالة في بيان إنها توصي "بالتخلص من المواد الكيميائية التي عثر عليها في حفاضات الاستخدام الواحد، أو تقليلها قدر الإمكان".

وأضافت أن ذلك يشمل وقف استخدام العطور بأنواعها.

كما دعت إلى اتخاذ تدابير تنظيمية أكثر صرامة على مستوى دول الاتحاد الأوروبي، وقالت الحكومة الفرنسية إنها ستتابع الاجراءات بعد نشر التقرير.

وأصدرت مجموعة "هيجين"، التي تضم تحت مظلتها شركات تصنيع عدد من المنتجات الصحية الفرنسية، بيانا بشأن التقرير وقالت إن أكثر من ثلاثة مليارات حفاظة تستخدم كل عام بدون رصد أي آثار صحية ضارة.

وأضافت المجموعة أن عددا من التدابير الحاكمة لمعيار الجودة والسلامة تُطبق.

وقالت فاليري بوايي، مدير إدارة المجموعة، إن المصانع "ستتعاون مع السلطات لمواصلة الوفاء بتوقعات المستهلكين".